أنهت سلطات عمالة المضيقالفنيدق الجدل الذي أثير حول مصير غابة "كدية الطيفور" ذات الموقع الاستراتيجي بمدينة المضيق، بعدما أثيرت أنباء عن إمكانية إقامة مشاريع سياحية وعقارية فوق تراب الغابة التي احترقت الهكتارات منها، شهر غشت المنصرم. فقد انطلقت، اليوم الثلاثاء، عملية تشجير وتخليف شجيرات غابوية بالغابة المذكورة، من طرف مصالح المياه والغابات وعمال الإنعاش الوطني، في وقت دعت فيه السلطات المحلية جميع الشركاء من المؤسسات والمجتمع المدني، إلى الإسهام في إعادة التشجير لحماية الغابة. واندلعت النيران في غابة كدية الطيفور، منتصف شهر غشت المنصرم، حيث سارعت كافة السلطات والمصالح المعنية إلى محاولة تطويقها مستعينة بطائرات متخصصة في إخماد النيران من نوع "كانادير"، قبل أن تتمكن جهود الإطفاء من السيطرة على الحريق أياما بعد ذلك. وشهد الحريق المذكور مأساة كبيرة في صفوف الوقاية المدنية بعدما لقي 3 أفراد مصرعهم وأصيب اثنان آخران بجروح بليغة، إثر سقوط سيارتهم في منحدر وادي أثناء أدائهم لواجبهم المهني في مكافحة الحريق. وعقب ذلك، أوقفت فرقة الشرطة القضائية بالمضيق 4 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة، بعدما أظهر شريط فيديو تواجدهم بعين المكان لحظة اندلاع الحريق، فيما قررت النيابة العامة متابعتهم في حالة اعتقال وإيداعهم السجن المدني بتطوان بتهمة الإضرام العمدي للنار في غابات تابعة للدولة. وبعد احتراقها، تداول فاعلون ونشطاء بتطوان والمضيق، أنباء عن إمكانية تخصيص أجزاء من المساحة المحترقة بغابة "كدية الطيفور" لإقامة مشاريع سياحية، وهو ما أثار جدلا محليا. يُشار إلى أن غابة "كدية الطيفور" تعتبر واحدة من أكثر الغابات شهرة في الشمال، نظرا لموقعها الاستراتيجي المطل على مدينتي المضيق ومرتيل ومنطقة الرأس الأسود (كابو نيكرو)، وتُعد متنفسا طبيعيا هاما للسكان والزوار، كما أنها تضم قاعدة مراقبة جوية عسكرية إلى جانب مركز مراقبة للقوات المسلحة الملكية.