كشف التقرير الجديد الذي أصدره مجلس المنافسة بخصوص قطاع المحروقات بالمغرب، عن تربع شركة وينكسو المغربية على رأس الشركات التي تحقق أعلى نسبة ربح من خلال بيع مادتي الغازوال والبنزين، تلتها شركتي طوطال الفرنسية وشيل الأمريكية، في حين حققت شركة "أفريقيا" أدنى هوامش صافي من بين المشغلين السبعة الفاعلين في قطاع المحروقات بالمغرب. ووفق المعطيات التي قدمها مجلس المنافسة في تقريره الأخير، فإن Winxo هي الشركة الأكثر ربحية حيث سجلت أفضل هامش صافي تراوح بين 0.37 درهم/لتر و0.68 درهم/لتر، تلتها شركة طوطال بهامش صافي يتراوح بين 0.2 درهم/لتر إلى 0.45 درهم/ لتر، في حين سجلت شركة أفريقيا أدنى هامش صافي، وتتأرجح بين 0.07 درهم/لتر كحد أدنى في عام 2021 وبحد أقصى 0.16 درهم/لتر. ولاحظ تقرير مجلس المنافسة وجود فرق كبير بين نسب هوامش الربح الخاصة بالفاعلين، حيث تتراوح ما بين 1,2 في المائة كحد أدنى و9,9 في المائة كحد أقصى، مبرزا أن شركتي "Ola Energy" و"Petrom" حققتا نسبة أرباح تتراوح بين 1,2 و1,3 في المائة، وهي الأدنى مقارنة بالشركات الأخرى. أما شركتا "Winxo" و"Total Energies" فقد سجل التقرير، أنهما يتصدران التصنيفات بنسب تتجاوز عموما 5 في المائة، بل تقترب من 9,9 في المائة بالنسبة لشركة وينكسو سنة 2020، في حين بلغت نسبة هوامش الربح الصافية الإجمالية المحققة من طرف شركة "Afriquia SMDC" حوالي 2,5 في المائة طيلة الفترة الممتدة من 2018 إلى2021. وأفاد التقرير أن الناتج الصافي التراكمي المحقق من طرف الشركات السبع من خلال بيع مادتي الغازوال والبنزين بلغ نحو 6,7 مليار درهم خال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2021، أي بمتوسط سنوي يناهز 1,68 مليار درهم، مبرزا أن الناتج المذكور (6,7 مليار درهم) يمثل حوالي 63 في المائة من أرباح الشركات السبع الصافية في جميع الأنشطة مجتمعة (10,7 مليار درهم)، في حين يشكل رقم المعامات أزيد من 76 في المائة من الرقم المحقق من طرف الشركات المذكورة بدمج جميع أنشطتها. وفي التفاصيل، يظهر وفق التقرير، أن أزيد من 47 في المائة من الناتج الصافي التراكمي (6,7 مليار درهم) قد حققتها شركتان، ويتعلق الأمر ب "طوطال" (1,71 مليار درهم) وشيل (1,71 مليار درهم)، وتزداد هذه النسبة لتصل حوالي 63,5 في المائة إذا أضيف الناتج الصافي لشركة "Winxo" (1,71مليار درهم). أما مجموع النتائج الصافية التي حققتها الشركة الرائدة في السوق "أفريقيا" (من 2018 إلى 2021) في فرع المحروقات (الغازوال والبنزين) فقد بلغ 966 مليون درهم، أي ما يعادل نصف النتائج التي حققتها شركة "طوطال"، محتلة بذلك المرتبة الرابعة. وسجلت نفس الملاحظة إزاء شركة "Petrom"، حيث وصل مجموع نتائجها الصافية، خال نفس الفترة، 696 مليون درهم، مفتقدة مكانتها كفاعل رابع في السوق من حيث الحصص السوقية لصالح شركة "Winxo" (1,095 مليار درهم)، والتي أبانت عن أداء أفضل حتى مقارنة بشركة "Afriquia SMDC". وعلاقة بهامش الربح الصافي المحقق مقابل كل لتر، فقد لاحظ التقرير وجود تقارب، في المجمل، نحو قيم تتراوح ما بين 0,07 درهم للتر (7 سنتيمات) كحد أدنى و0,68 درهم للتر كحد أقصى، مبرزا أنه خلافا لقيم هوامش الربح الخام المسجلة سنة 2020 (الأعلى في الفترة الممتدة من 2018 إلى 2021) وباستثناء شركتي "Vivo Energy Maroc" و"Winxo"، فإن هوامش الربح الصافية لجميع الشركات الفاعلة الأخرى كانت أقل مما تحقق على مدار السنوات الأخرى (2018 و2019 و2021). ويعزى هذا الفارق، وفق التقرير، إلى الانخفاض الهام للنتائج الصافية مقارنة بحجم الكميات المباعة، والراجع، في حذ ذاته وبالخصوص، إلى الفوارق المرصودة في الاستثمارات التي قام بها الفاعلون، والمتمثلة، بالخصوص، في تطوير قدرات التخزين وشبكة التوزيع سنة 2020، مشيرا أن شركة "أفريقيا، على سبيل المثال، أنجزت استثمارا بلغ حوالي 266 مليون درهم، خصص 151 مليون درهم منه لتطوير البنيات التحتية في مجال التخزين، و115 مليون درهم لشبكة محطات الخدمة، بالمقابل، قامت شركة "Winxo" بتعبئة حوالي 143 مليون درهم فقط (خصص 69 مليون درهم منها للتخزين و65 مليون درهم للتوزيع)، أي حوالي نصف المبلغ المرصود من قبل شركة "Afriquia SMDC". وخلص التقرير إلى أن شركة "Winxo" تتميز بأعلى نسب مردودية مالية، بلغت 60 في المائة خلال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2021، متبوعة بشركة "Vivo Energy Maroc" التي سجلت نسبة مرتفعة تراوحت ما بين 44 و52 في المائة في الفترة ذاتها، في حين تراجعت نسبة المردودية لشركة "Afriquia SMDC"، منتقلة من 22 في المائة سنة 2018 إلى 13 في المائة في 2021، مسجلة انخفاضا بنحو 41 في المائة. بالمقابل، يضيف المصدر ذاته، بلغت نسبة المردودية المحققة من طرف شركتي "Petrom" و"Ola Energy Maroc" أقل من 20 في المائة خلال نفس الفترة، مبرزا أن شركتا "Vivo Energy Maroc" و"TotalEnergies Marketing Maroc" تعدان الفاعلان اللذان سجا أعلى الأرباح المالية عبر ربط نتائجهما الصافية برؤوس الأموال التي قاما باستثمارها، ملفة الانتباه إلى أن سوق توزيع الغازوال والبنزين تظل، بصفة عامة، أكثر جاذبية بالنظر لمستويات النتائج المحققة المرتفعة.