يوم أمس الاثنين صدر تقرير لمجلس المنافسة معنون ب " الارتفاع الكبير في أسعار المواد الخام والمواد الأولية في السوق العالمية وتداعياته على السير التنافسي للأسواق الوطنية، حالة المحروقات، الممثلة في الغازوال والبنزين"، يؤكد أن الارتفاع المسجل مرتبط بالأساس بارتفاع أسعارها دوليا، مبرزا أيضا أن هوامش ربح شركات التوزيع تمثل العنصر الأضعف، مقارنة ببنود التكاليف الأخرى المتدخلة في تكوين سعر البيع في المضخة على مستوى محطة الخدمة، متمثلة في 2 في المائة فقط برسم سنة 2022. وبقراءة متأنية في التقرير الصادر في 105 صفحات، يتضح أن الزيادة في أسعار البيع في مضخات الوقود يرتبط بارتفاع عروض أسعار المنتجات المكررة في السوق الدولية، والتي يستوردها المغرب من الخارج بالكامل، كما ترتبط أيضا بالتغيرات الحاصلة في سعر صرف الدرهم مقابل الدولار. ويقول التقرير: "… خلال سنتي 2018 و2019، سجلت المتغيرات الثلاثة (أسعار برميل النفط الخام وأسعار شحن المنتجات المكررة على ظهر السفينة وأسعار البيع) مستويات مترابطة نسبيا، إذ تقلصت أسعار النفط الخام بحوالي 10 في المائة، وتراجعت أسعار المنتجات المكررة بنسبة 5 في المائة، وتهاوت أسعار بيع الغازوال والبنزين في السوق الوطنية بنسبة 4 في المائة و3 في المائة على التوالي، ومن تم، وعلى امتداد الفترة من 2018 إلى 2019، يظهر أن تطور أسعار البيع في السوق الوطنية تتبع، بشكل عام، اتجاه عروض أسعار المنتجات المكررة على الصعيد العالمي". وفي ما يتعلق بتكاليف شراء المنتجات النفطية المكررة يقول التقرير أنه طوال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2021، يتضح أن تكاليف شراء المنتجات المكررة تمثل الجزء الأهم من سعر البيع في المحطات: 51 في المائة بالنسبة للغازوال و43 في المائة بالنسبة للبنزين، متبوعة بالضرائب التي تمثل لوحدها أكثر من 35 في المائة من سعر بيع لتر واحد من الغازوال و45 في المائة من سعر بيع لتر واحد من البنزين. ويتكون باقي سعر البيع من هواش الربح ذات الصلة بالتوزيع، والتي تمثل حوالي 12 في المائة بالنسبة للبنزين إلى 14 في المائة بالنسبة للغازوال. وتوزع هذه الهوامش بين شركات التوزيع بنسبة تتراوح ما بين 9 و10 في المائة، ومحطات الخدمة بنسبة تصل إلى 4 و5 في المائة. وبخصوص صافي أرباح الفاعلين في قطاع المحروقات، على مستوى مادتي الغازوال والبنزين، خلال الفترة الممتدة من 2018 إلى 2021، يؤكد تقرير مجلس المنافسة أنها تأرجحت بين حد أدنى 0.07 درهم للتر، وبحد أقصى 0.68 درهم للتر . وأوضح في معرض التقرير أن شركة Winxo سجلت أفضل هوامش الربح الصافية، من بين الشركات السبع الفاعلة في قطاع توزيع المحروقات، بمعدل 0.37 درهم للتر، و 0.68 درهم للتر. تليها شركة TotalEnergies Marketing Maroc، بهامش صافي يتراوح بين 0.2 درهم للتر، و0.45 درهم للتر . في المقابل، حصلت شركة Afriquia SMDC على أدنى هوامش الربح الصافي، وسط كافة الفاعلين في القطاع. مبرزا أن عائدات شركة أفريقيا، تأرجحت بين 0.07 درهم للتر كحد أدنى في عام 2021، وبحد أقصى 0.16 درهم للتر في عام 2019 . وعلى العكس من الهوامش الإجمالية القوية المسجلة في عام 2020، أكد مجلس المنافسة أنه، وباستثناء شركتي Vivo Energy Maroc و Winxo، سجلت الشركات الخمس المتبقية، هوامش ربح صافية أقل من تلك المسجلة خلال السنوات الثلاث الأخرى، وهي 2018 و 2019 و 2021 .