تحلم الجزائر بعقد القمة العربية؟ وجعلت من ذلك تحديا كبيرا للنجاح فيه. بيد أن الدول العربية التي يرفض غالبيتها ذلك بدأت تفرض شروطا واضحة على الجزائر، من قبيل ضمان دولة لتكون كفيلاً وضامنا لها؛ وتنظر الدول العربية الى السعودية ومصر لتقوم بذلك الدور. ويعتبر حضور المغرب واحترام تحفظاته إحدى الشروط العربية. اذ مازال موضوع خضور المغرب بين سيحضر المغرب؟ او سوف يحضر المغرب؟ ويطرح حضوره تعقيدا آخر حول من سيقبل المغرب مبعوثا للدعوة؟على المغرب أن لا يقبل بغير لعمامرة مبعوثا جزائريا للدعوة لحضور القمة العربية فهو الذي تلا قرار قطع العلاقات مع المغرب. فالنظام الجزائري دائما ماكر، فهو يظهر ما لا يضمر، فهو ينصاع الآن لقرار أغلبية الدول العربية فقط من أجل ضمان القبول بانعقاد القمة العربية. الانعقاد هدفه الأول والوحيد والفريد. و الجزائر لا تهمها مخرجات القمة، فقط الذي يهمها أن القمة العربية انعقدت بالجزائر في سعي حثيث لتسليط الضوء الخافت أصلا، ومحاولة الخروج من خبو وأفول عي فيه، ولا مفر منه، ولكسر العزلة عنها التي. وقد يتقبل النظام الجزائري اهانة السفر الى المغرب من أجل دعوة جلالة الملك لحضور القمة، فغايتها في الانعقاد استعراضية فقط، و ذلك الهدف يبرر تحمل اهانة السفر الى المغرب ، البلد الذي قطعت الجزائر معه العلاقات من جانب واحد. و على المغرب ألا يقبل مبعوثا غير العمامرة كوزير خارجية الجزائر لدعوته لحضور القمة، إن قدر لها الانعقاد أصلا، وذلك بصفته هو الذي تلا في نفس السنة الماضية بيان وبلاغ قرار قطع العلاقات، آه كم أنت دوارة يادنيا. فقد بينت وقائع التاريخ أن النظام الجزائري بعيد عن احترام مبادئ المسؤولية والالتزام والتضامن في علاقاته الخارجية، فهو ينحني للعواصف حتى تهدأ ويأخذ معوله لهدم ما نجا منها. أما مبادئ المسؤولية والالتزام فحدثوا عنها المبادئ الاتحاد الأوروبي في علاقات أعضائه، أما الباقي مجرد كلمات وعبارات بدون افعال. *محامي بمكناس خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء.