تعتبر الكلاب أول الحيوانات التي دجنها البشر مند 11 ألف سنة، وخضعت الكلاب خلال هذه المدة الطويلة إلى كل أنواع الترويض. وتطور تفاعلهم مع البشر إلى مستويات متقدمة أصبحت فيها الكلاب تستشعر مشاعرهم، وتدرك تقلبات أمزجتهم. ومن المعروف أن الكلاب طورت مهارات تواصلية محددة مع مرور الوقت، ويعرف مربو الكلاب لغة التواصل الغنية لديهم، والتي تشمل الأصوات، والنظرات، وحركات الجسد المختلفة، وتتواصل الكلاب بالعين بشكل جيد. وليس من الغريب، والحال هذه، أن تتقاسم الكلاب مع البشر بعض السلوكات، ولعل أغربها، والتي اعتبرت إلى ما قبل أيام سلوكا خاصا بالبشر، هو "الدموع العاطفية". فالذي عرف هو أن "الدموع العاطفية" ظاهرة بشرية خالصة، لكن دراسة حديثة اكتشفت أن الكلاب أيضا تذرف أيضا دموع الفرح. فما هي قصة دموع الفرح لدى الكلاب؟ الكلاب تبكي بدموع الفرح اكتشف باحثون يابانيون، حسب بي بي سي عربي، أن الكلاب تبكي بدموع الفرح عندما يعود أصحابها إلى منازلهم بعد يوم عمل. وهذه أول دراسة تشير إلى مثل هذا التفاعل في كائن غير بشري. ويعتقد العلماءن حسب نفس المصدر، أن رد الفعل ناتج عن إفراز هرمون الأوكسيتوسين، المعروف باسم هرمون العناق، الذي يثير مشاعر الحب والعاطفة. ويقول الباحثون إن الدراسة تظهر كيف يمكن أن تكون الكلاب ماهرة عاطفيا. ويعرف أصحاب الكلاب هذا الفرح الخالص عند العودة إلى المنزل من رحلة طويلة إذ يرحب بهم الكلب بهز ذيله والقفز بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ولعق الوجه. وأظهرت الدراسة الجديدة أن أنياب الكلاب التي قد تمزق أحيانا، تتساقط ولا يعود لها وجود مجازيا، في بعض المواقف العاطفية كما يتساقط فرو الكلب على ملابسك. وقال تاكيفومي كيكوسوي، أحد مؤلفي الدراسة، التي وصفها بأنها أول دراسة من نوعها في العالم: "لم نسمع قط عن اكتشاف أن الحيوانات تذرف الدموع في مواقف مفرحة، مثل لم شمل أصحابها". وقاس العلماء كمية الدموع في عيون الكلاب باختبار شيرمر المستخدم على نطاق واسع، ويتم بوضع شريط خاص تحت الجفون. ولمعرفة تفاعل الكلاب في المواقف العادية أجروا الاختبار عليها خلال بعض تلك المواقف مع مالكها. ووجد الباحثون أنه عندما التأم شمل الكلاب مع أصحابها بعد خمس إلى سبع ساعات من الفراق، زاد "بشكل كبير" إنتاج الدموع في الدقائق الخمس التالية لمشاهدتها أصحابها. وهذه أول دراسة عن التفاعل العاطفي لدى كائنات غير البشر. "هرمون الحب"! واكتشف الباحثون أيضا أن كمية دموع الكلاب أعلى عند اجتماعها مع مالكيها مقارنة بالأشخاص الآخرين الذين يعرفهم الكلب. ومن المحتمل، بحسب ما يقوله الباحثون، أن يكون رد فعل الكلاب على ابتعاد مالكيها عنها مرتبط بإفراز الأوكسيتوسين، المعروف باسم "هرمون الحب"، نظرا لارتباطه بالعلاقات بين البشر. وسعى العلماء بعد ذلك إلى إجراء اختبار لمعرفة إن كان للدموع تأثير عاطفي على أصحابها. ولتحقيق ذلك طلبوا من المالكين ترتيب مجموعة من الصور المختلفة لكلابهم استخدموا في بعضها دموعا صناعية، وكان بعضها بدون أي دموع، حتى يعرفوا مدى رغبة المالكين في الاعتناء بها. وكتب فريق البحث الياباني: "صنفت صور الكلاب ذات الدموع الصناعية في مرتبة أعلى بكثير من صور الكلاب العادية". ويقول كيكوسوي إنه "من المحتمل أن الكلاب التي تظهر عليها عيون دامعة أثناء التفاعل مع المالك سيعتنى بها المالك أكثر". ولاحظ مؤلفو الدراسة أن الأطفال يشاركون مشاعرهم السلبية بالبكاء، مما يؤدي إلى مزيد من رعاية الوالدين لهم. وطورت الكلاب، التي دجنها البشر مثل أي حيوان آخر، مهارات اتصال محددة مع مرور الوقت. وثبت أن الاتصال بالعين يلعب دورا في تكوين العلاقة بين الكلب ومالكه. ويود الباحثون في دراسات مستقبلية إجراء اختبار لمعرفة إن كانت الكلاب تذرف الدموع أيضا عندما تقابل من تعرفهم من الأصدقاء الآخرين. الدموع العاطفية لدى الإنسان حسب الجزيرة نت، حاول علماء نفس من جامعتي أولم الألمانية وساسكس البريطانية الإجابة عن سؤال لماذا البكاء لأسباب عاطفية؟ في دورية "" التحفيز والعاطفة" (Motivation and emotion)، وقسموا أسباب البكاء إلى 5 فئات: الوحدة والعجز وتحميل ما يفوق الطاقة والانسجام واستهلاك الوسائط. وأوضح الباحثون، حسب نفس المصدر، أن التصنيف إلى هذه الفئات يعتمد على فكرة أن الدموع العاطفية تحدث دائمًا عند عدم تلبية احتياجات نفسية أساسية أو عند إشباعها بشكل مكثف. ويشير علماء النفس على سبيل المثال إلى أن الشعور بالوحدة ينتج عن عدم تلبية الحاجة إلى القرب وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى البكاء، ويندرج تحت هذه الفئة أيضًا فراق الحبيب أو الحنين إلى الوطن. ووفقًا للباحثين، فإن دموع الفرح في المقابل تحدث بعد إرضاء مكثف للحاجة إلى الانسجام، على سبيل المثال دموع الفرح خلال حفل زفاف.