اشتكت عدد من الفعاليات المدنية بعدد من الدواوير بجماعة أيت سدرات السهل الغربية التابعة ترابيا لإقليم تنغير، من الانقطاع الكلي للماء الصالح للشرب، ما نجم عنه نقص حاد في هذه المادة الحيوية، ما أدى إلى تفاقم الوضع بهذه المنطقة خلال السنة الحالية، الشيء الذي تسبب لهم في معاناة حقيقية، خاصة خلال فترتي الصيف والشتاء. محمد بويملالن، فاعل مدني بالمنطقة، قال إن "ساكنة الضفة الشرقية لجماعة أيت سدرات السهل الغربية تعاني من أزمة خانقة في الماء الصالح للشرب منذ أزيد من ست سنوات، بعد أن عاش السكان الذين يتوزعون على ستة دواوير منها: أغيغا، تيميشا،أيت عيسى، أيت ودار علقمت، آيت حمودن، الويلات جراء الحلول الترقيعية كتوزيع الماء بالشاحنات مثل اللاجئين، ما يجعل وضعيتهم في أزمة كل سنة ". وأشار بويملالن، في اتصال هاتفي بجريدة "العمق "، أن "ساكنة هذه المنطقة تعتبر أن سبب هذا المشكل يعود إلى غياب الإرادة السياسية لحل هذا المشكل نهائيا، لأن الأمر حسب المهتميين بالشأن المحلي يتطلب حفر أبار معمقة وبناء صهاريج كبيرة واعتماد آليات تقنية حديثة، لأن الصهريج الوحيد لا يمكن أن يغطي حاجيات كل هذه الدواوير نظرا لكثرة عدد سكانها ". وأوضح القاعل المدني أن "هذه المنطقة واحية ويخترقها واديان، هما واد مكون وواد دادس، وبالرغم من ذلك، فإن الساكنة تعيش أزمة خانقة خاصة لافتقارها لهذه المادة الحيوية والضرورية، باعتبار أن الحلول الترقيعية التي تلتجأ إليها الجهات الوصية على القطاع بالمنطقة تزيد الطينة بلة، ما جعل الساكنة تطرح علامة استفهام حول مدى توفر الشروط الصحية في الماء الموزع على الساكنة في الشاحنات، خاصة مع انتشار أمراض كثيرة بالمنطقة من قبيل أمراض القصور الكلوي". ودعا المصدر ذاته، المسؤولين إلى "ضرورة استحضار إرادة سياسية واضحة لحل هذا المشكل سواء من طرف الجماعة أو السلطات المحلية والإقليمية والجهوية، علما أن مشروع توزيع الماء بالشاحنات يكلف الدولة كل سنة ميزانية يمكن أن تجهز بها آبار وصهاريج"، كما دعا إلى "الضرب على يد كل من يريد أن يستفيد من هذه الازمة المائية ومن مثل هذه المشاريع". وتفاعلا مع الموضوع، قال محمد رفقي، رئيس المجلس الجماعي أيت سدرات السهل الغربية، إن "الموارد الأساسية للمياه الجوفية بالجماعة هي واد مكون وواد دادس، بحيث أنه حاليا يتم استغلال الفرشة المائية الفوقية التي تتغدى من هذه الوديان سالفة الذكر خصوصا مع هذا الجفاف الذي يعرفه المغرب، الذي جعل واد دادس وواد مكون، تنعدم فيهما المياه بعد أن تراجعت هذه الأخيرة إلى مستويات مقلقة جدا". وأشار رفقي في تصريح لجريدة "العمق"، أن جميع دواوير الجماعة يتم تزويدها بالماء الصالح للشرب عن طريق التناوب، مثلا في أيت عبو إلى غاية أيت باحماد، يتم فتح الصهريج نهار وغلقه ليلا قصد تجميع المياه، وذلك ينطبق على الدواوير الأخرى، أما بخصوص دواوير الضفة الشرقية فهي الأخرى تعاني من نفس المشكل، باعتبار أنها تتزود من واد دادس الذي يعرف جفافا تاما منذ ماي الماضي، وهو أصل مشكل نذرة المياه الجوفية التي تتغدى منها الآبار التي تزود الساكنة بالماء الصالح للشرب". ولفت المسؤول الجماعي إلى أنه "أمام الوضع المقلق، فإن الدور جاء على وزارة الداخلية عن طريق المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني التي عمدت على تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، خصوصا في بعض الدواوير التي تكون فيها المنازل عالية على مستوى الصهاريج ويصعب وصول الماء إليها، نظرا لقلة كمية المياه ". وختم رفقي تصريحه بالقول، إن "الجماعة خلال السنتين الأخيرتين قامت ببناء ثلاثة صهاريج آخرى لتزويد كل من دوار البور وإشحيحن ودوار أيت بحماد بالماء الصالح للشرب، كما أنه هناك مستقبلا مشروع بناء صهريج بدوار إبراحن وصهريج آخر بدوار أيت ودار وتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب بالجماعة بتمويل من الجهة بمبلغ 150 مليون سنتيم ".