بالرغم من التحركات التي قامت بها سلطات الشمال خلال بداية شهر غشت الجاري، من أجل إنهاء احتلال الملك العمومي البحري بالمظلات الشمسية والكراسي والطاولات المخصصة للكراء، إلا أن الوضع لا زال كما هو بعدد من الشواطئ، خاصة ضمن عمالة المضيقالفنيدق. ووفق ما عاينته جريدة "العمق"، فقد استمرت ظاهرة "احتلال" الملك العمومي بعدد من شواطئ الشريط الساحلي "تمودة باي" الممتد من مرتيل إلى الفنيدق، وسط استمرار الانتقادات التي يوجهها المصطافون لهذه الظاهرة. ويحتل الأماكن الاستراتيجية بتلك الشواطئ أشخاص بمظلات وكراسي مخصصة للكراء، كما يتم "الاستحواذ" على مظلات عمومية مصنوعة من القش وضعتها السلطات المحلية والجماعات الترابية مجانا للمواطنين. وأمام هذا الوضع، يعاني المصطافون من سكان مدن الشمال وزوارها، من عدم إيجاد مكان فارغ قريب من البحر من أجل نصب مظلاتهم رفقة أسرهم والاستمتاع بمياه البحر، كما أن الأمر يتحول إلى مناوشات وأحيانا إلى عراك بالأيادي. "استوديو" ففي شاطئ "استوديو" التابع للمضيق، عاينت جريدة "العمق" وضع مظلات وكراسي وطاولات على طول الشاطئ بمحاذاة مياه البحر، بشكل متلاصق، بشكل يومي منذ شروق الشمس، وهو ما يحرم المصطافين من إيجاد أماكن قريبة من مياه البحر. وفي هذا الصدد، قال أحد المصطافين بهذا الشاطئ لجريدة "العمق"، إن استمرار تكرار هذه الظاهرة كل موسم صيف دون تدخل السلطات رغم الشكاوى والنداءات المتكررة، يثير تساؤلات حول الدواعي التي تدفع السلطات إلى الصمت في الموضوع. وأشار المتحدث إلى أنه ليس ضد كراء تلك المظلات، فهناك مصطافون لا يتوفرون على مظلات ويحتجاون لكرائها، لكنه يطالب بترك المساحة الكافية للمصطافين وعدم نصب تلك المظلات في الصفوف الأولى للشاطئ، وإعادة النظر في سلوك عدد من أصحاب المظلات في تعاملهم مع المصطافين. واعتبر أن الأمر تحول من عملية كراء المضلات إلى حيازة الشاطئ، مشددا على أن الأصل هو عدم نصب المظلات والكراسي إلا بعد طلب الزبون، وفق كناش التحملات، داعين الجهات المعنية إلى التدخل لوقف ما أسماه ب"تشويه صورة المنطقة". ظاهرة "مزعجة" وكان نشطاء وفاعلون محليون قد أطلقوا، مع بداية فصل الصيف الجاري، عريضة على موقع العرائض الدولي "آفاز"، تحت شعار "أوقفوا نهب شواطئ شمال المغرب"، يدعون من خلالها السلطات المعنية إلى إلغاء جميع التراخيص المتعلقة بالاستغلال التجاري للملك البحري بشواطئ الشمال. العريضة التي اطلعت عليها جريدة "العمق"، قالت إن أبناء الشمال "يتفاجؤون مع حلول فصل كل صيف، بحرمانهم الولوج إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، نظرا لاحتكار استغلاله العشوائي من طرف ذوي النفوذ والمقربين من السلطة". إقرأ أيضا: سلطات الشمال تواصل تحركاتها لإنهاء "احتلال" الشواطئ ب"مظلات الكراء" (صور) وأشارت إلى أن الأمر يتم عبر "عمليات بناء غير قانوني للشاليهات الفخمة والتجمعات السكنية فوق الملك العمومي البحري، وإقامة حواجز وأسلاك وحراسة أمنية خاصة تمنع سكان المنطقة من حقهم الطبيعي في الإستجمام والاستمتاع بمقدراتهم الطبيعية". كما يتم احتلال الشواطئ من خلال "الإستفادة الحصرية من رخص استثنائية تسمح لبعض الشخصيات النافذة أو ذويهم من إقامة مشاريع تجارية على مساحات واسعة من هذه الشواطئ"، وفق تعبير العريضة. كناش تحملات وكانت جريدة "العمق" قد اطلعت سابقا على كناش تحملات متعلق بتحديد شروط عملية كراء المظلات الشمسية بشواطئ المضيق، والذي ينص على عدم إقامة ونصب المظلات إلا بعد طلب الزبون، كما لا يحق لهم حرمان المواطنين من نصب مظلاتهم، مع اتخاذ التدابير الملائمة لتجنب كل ما من شأنه إقلاق راحة المصطافين. ويُلزِم الكناش أصحاب المظلات باحترام المصطافين وعدم مضايقتهم، وتعليق شارة تحمل هويتهم ورقم المجموعة، والاقتصار على عدد المظلات المرخصة وتوحيد لونها، مع ترك مسافة 3 أمتار بين مظلة وأخرى، وعدم كراء المظلة الواحدة لأكثر من 3 أشخاص، إلى جانب ارتداء لباس موحد وعدم المبيت بالشاطئ والحفاظ على جماليته وتنظيفه باستمرار، وإخلاء المكان عند نهاية مدة الترخيص. إقرأ أيضا: "أوقفوا نهب شواطئ الشمال".. عريضة تطالب بوضع حد لاحتلال الملك العمومي بالشواطئ وفي حالة وجود أي مخالفة أو الإضرار بالغير، ينص كناش التحملات في مادته السادسة على أن للإدارة الصلاحية التامة في سحب الرخصة كلما دعت الضرورية لذلك، بحيث لا يحق المطالبة بأي تعويض مادي، ويمنع صاحبها من الاستفادة مرة أخرى. يُشار إلى أن الشريط الساحلي الممتد ما بين تطوانوالفنيدق يضم عددا من الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط، تعرف إقبالا كبيرا جدا في فصل الصيف من طرف زوار الشمال من داخل المغرب وخارجه.