يعيش معبر باب سبتة، خلال الأيام الجارية، على وقع اكتظاظ شديد بسبب التوافد الكبير لأفراد الجالية المغربية العائدين إلى ديارهم برَّا عبر المدينة السليبة، وهو ما يثير استياء مجموعة من مغاربة العالم الذين يضطرون للانتظار بالمعبر لساعات طويلة. وعلى عكس بداية الصيف، حين عاش الجانب الإسباني من المعبر على وقع اكتظاظ غير مسبوق بسبب التوافد الكبير للجالية المغربية، فإن الأمر معاكس في مرحلة العودة، حيث انتقلت مشاهد الاكتظاظ إلى الجانب المغربي من المعبر. وتعرف الطريق المؤدية من مدينة الفنيدق إلى معبر سبتة، اختناقا مروريا حادا بسبب طوابير السيارات المتجهة إلى المعبر، وهي نفس المشاهد التي يمكن رؤيتها على طول الطريقة الوطنية الرابطة ما بين تطوانوالفنيدق، وإن بدرجة أقل نسبيا. وبالرغم من تخصيص السلطات المغربية لسبع ممرات للسيارات بمعبر سبتة، قصد معالجة عدد أكبر من الوافدين، إلا أن أفراد الجالية المغربية يشتكون من بطء الإجراءات الإدارية المصاحبة لعملية العبور على الجانب المغربي من المعبر. ويضطر أفراد من الجالية إلى الانتظار داخل سياراتهم لوقت طويل من أجل الوصول إلى المعبر، حيث تصل مدة الانتظار أحيانا إلى أزيد من 6 ساعات، في حين تأخذ عملية مراقبة وختم جوازات السفر وقتا إضافيا يزيد من طول الانتظار. ويحاول أفراد مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التدخل لتخفيف معاناة الجالية بسبب مدة الانتظار، من خلال توفير بعض الحاجيات الأساسية، فيما ترابط سيارة إسعاف تابعة للمؤسسة بالمنطقة استباقا لأي حالة تحتاج للمساعدة الطبية. وأرجع عدد من أفراد الجالية سبب اختيارهم معبر سبتة للعودة إلى ديارهم بدل ميناء طنجة المتوسط، إلى فرق أسعار تذاكر البواخر، مشيرين إلى أن الأسعار في الميناء المتوسطي مضاعفة مرتين عن أسعار ميناء سبتةالمحتلة. وفي الوقت الذي يرتقب فيه أن يشتد الاكتظاظ بمعبر سبتة، خلال الأيام القليلة المقبلة، مع استمرار عودة الجالية المغربية إلى بلدان الإقامة، تبرز دعوات إلى السلطات المغربية لزيادة عدد أفراد شرطة الحدود والجمارك من أجل تسريع إجراءات العبور. وعلى الجانب الآخر، خصصت السلطات الإسبانية 4 ممرات مفتوحة في وجه السيارات من أجل تسريع حركة المرور قدر الإمكان، وسط توقعات بعبور أزيد من 200 ألف شخص و50 ألف سيارة، ابتداء من اليوم السبت وإلى غاية نهاية الأسبوع الأول من شتنبر المقبل. وتقول سلطات سبتةالمحتلة، إنه تم تجهيز مناطق بميناء المدينة لاستيعاب ما يصل إلى 2000 سيارة في وقت واحد، فيما تنصح السلطات المسافرين بشراء تذاكرهم في أسرع وقت ممكن والوصول إلى منطقة الصعود بالميناء قبل ساعة من الموعد، على الأقل. وفي سياق متصل، كشفت وسائل إعلام إسبانية، أن السلطات المغربية تستعد لإقامة جهاز مسح بالأشعة السينية من الحجم الكبير "سكانير"، بمعبر باب سبتة، من أجل تعزيز عمليات المراقبة، خصوصا فيما يتعلق بالمخدرات والمتفجرات ومواد التهريب. وأفادت المصادر ذاتها، أن إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، وضعت طلب عروض لشراء وتركيب وتشغيل جهاز "السكانير"، مشيرة إلى أن الجهاز سيعتمد على برمجيات تسمح بالكشف عن المتفجرات والمخدرات بشكل فعَّال. * الصورة من الأرشيف