بعد انطلاق عملية عودتهم إلى المهجر، يعاني أفراد الجالية المغربية المقيمون بأوروبا من الاكتظاظ الذي يشهده المعبر الحدودي باب سبتة، حيث يضطرون إلى الانتظار في صفوف ممتدّة مدة طويلة. وأفادت مصادر من أفراد الجالية من المعبر الحدودي أن المدة التي يستغرقها انتظار المغاربة العابرين لبوابة "طراخال" بسبتةالمحتلة، تصل في بعض الأحيان إلى ثلاث ساعات، قبل ختْم جوازات سفرهم للعبور نحو إسبانيا. ولا يجد أفراد الجالية من وسيلة للتعبير عن غضبهم واحتجاجهم على بُطء إجراءات العبور سوى إطلاق منبهات سياراتهم في وقت متزامن ولدقائق متواصلة، كما وثقت ذلك مقاطع فيديو توصلت بها هسبريس. وحسب إفادات من المكان ذاته، فإن الاكتظاظ يقع في الجانب المغربي، بسبب بطء مراقبة جوازات السفر وختمها، في حين تعبر السيارات بسلاسة في الجانب الإسباني، حيث يتم إنهاء إجراءات العبور بسرعة، رغم أن المسافة بين نقطتي المراقبة لا تتعدى بضعة أمتار. ويُتوقع أن يتزايد الاكتظاظ بالمعبر ذاته خلال الأيام القادمة، في ذروة عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بأوروبا إلى بلدان الإقامة. وفيما أعرب أفراد الجالية العابرون نحو إسبانيا عبر مدينة سبتةالمحتلة عن غضبهم من بطء عملية العبور، أوضح محمد السوسي العلمي، رئيس جمعية "أصدقاء الشعب المغربي بإسبانيا"، أن سبب الاكتظاظ يرجع إلى تدفق أعداد كبيرة من المسافرين على معبر سبتة، نظرا لرخص سعر العبور منه إلى إسبانيا عبر الباخرة مقارنة بميناء طنجة المتوسط. وأفاد السوسي العلمي، في تصريح لهسبريس، أن سعر العبور من ميناء طنجة المتوسط نحو ميناء الجزيرة الخضراء قد يصل إلى 800 أورو، بينما لا يتعدى سعر العبور من سبتة 300 أورو. وأضاف "كثير من المغاربة المغادرين أرغمتهم الأسعار المرتفعة في ميناء طنجة المتوسط على التوجه إلى سبتة، وحتى لو قام المغرب بزيادة عدد عناصر شرطة الحدود الذين يقومون بمهمة ختم الجوازات، وكذا أعوان الجمارك، فإن مشكل الاكتظاظ لن يحل لأن الناس يجدون أنفسهم مرغمين على العبور من سبتة بسبب رخص أسعار البواخر".