ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مرحلة الشيخي.. ثبات واستمرار رغم التحديات
نشر في العمق المغربي يوم 26 - 07 - 2022

بعد شهرين أو ثلاثة ينعقد الجمع العام الوطني السابع لحركة التوحيد والإصلاح ، وإذا كان الرئيس المقبل للحركة لن يُعرف إلا بانعقاد هذا الجمع العام في أكتوبر المقبل ،فإن المهندس عبد الرحيم الشيخي قد أنهى ولايتين متتاليتين على رأس الحركة ولا مجال لثالثة لأنالنظام الداخلي حسم الأمر بمنع تولي رئاسة الحركة لأكثر من ولايتين متتابعتين.
فما الذي ميز هاتين الولايتين للمهندس عبد الرحيم الشيخي؟ وما هي الصعوبات والتحديات التي واجهت الحركة خلالهما؟ وكيف حافظت الحركة على مكتسباتها الدعوية والتربوية ؟ وماذا أعدت استشرافا للمستقبل الذي يطبعه الاضطراب والقلق على أقل تقدير في المدى القريب والمتوسط؟ وهل من رؤى لمواصلة الإسهام في عملية الإصلاح و تثمين القيم والمساهمة في إعادة الاعتبار للتدين في حياة المواطن وسعيه واستقرار الوطن وسلامته؟
هذه جملة تساؤلات وغيرها سيحاول المقال التفاعل معها وإثارة النقاش حولها سواء داخليا بين أعضاء الحركة والمتعاطفين معها، أوفي أوساط المهتمين من متتبعي وراصدي الحركية المجتمعية ،على اعتبار أن حركة التوحيد والإصلاح هي فاعل له مكانته وتأثيره ومساهماته في هذه الحركية.
وإذا كانت عقدية محمد الحمداوي (الرئيس السابق للحركة) قد تميزت بصعود المشروع الإصلاحي للحركة عبر هيآته المختلفة الشريكة والمتخصصة (حزب العدالة والتنمية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وهيآت المجتمع المدني)، والإقبال الملحوظ على منتوجها التربوي والإصلاحي من قبل فئات عريضة من المواطنين والمواطنات،بعدما تجاوزت الحركة مرحلة الاستهداف ومحاولة الصاق المسؤولية المعنوية بها بسبب احداث 16 ماي الإرهابية
بل إن هيئات حاولت الاقتباس من تجربتها ونسج أشكال مؤسساتية وجمعوية على منوال شركاء الحركة وتخصصاتها ( الحركة من أجل الديموقراطية نموذجا ) كما أدرجت أخرى في أنشطتها وبرامجها مواد تربوية تنهل من قيم الإسلام والهوية المغربية . و لا داعي لذكر الظروف والسياقات التي ساعدت على تحقيق ذاك النجاح المعتبر، على اعتبار أنها معلومة وسبق التفصيل فيها من طرف أكثر من جهة ، كما أن المقام لا يسمح بذلك إذ أن المقال يستهدف ولايتي المهندس عبد الرحيم الشيخي.
بعد الصعود الملحوظ الذي سجل في العشرية السابقة ،رسم المؤشر المبياني لمسار الحركة خلال هاتين الولايتين وفي معظم الأحيان خطا أفقيا محافظا بذلك على المكتسبات وتحصينها ، مع بعض النزول في بعض الأوقات أو بعض المجالات ، وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازا كبيرا لأن التجمعات البشرية مهما كانت قوتها وشدة تماسكها ، يعتريها بين الفينة والأخرى بعض الاضطراب والارتباك بسبب عوامل كثيرة بعضها ذاتي والآخر موضوعي ، وهكذا واجهت الحركة خلال هذه السنوات العشر الكثير من التحديات والصعوبات، منها ما هو مرتبط بقوة الحركة وتماسكها ،ومدى استعدادها وقدرتها على امتصاص الارتدادات التي تزلزل دولا بأكملها بله هيئة محدودة العدد والعدة ، ومنها ماهو مدبر بالليل والنهار مع سبق الإصرار والترصد ، وأخرى هي من السنن الكونية التي لا تحابي أحدا ...
فماهي إذن الصعوبات والتحديات التي اعترضت الحركة خلال هاتين الولايتين ؟
1. التحديات والصعوبات:
2. لعل من أبرز التحديات التي واجهها المهندس عبد الرحيم الشيخي أثناء توليه قيادة الحركة هو الموت الذي غيب قيادات وازنة لها دورها في بناء المشروع الإصلاحي لحركة التوحيد والاصلاح، وعلى رأس هؤلاء المرحوم عبد الله باها المهندس الحكيم، وبعده وفاة المربي الداعية عبد الجليل الجسني، إذ لاشك أن فقدان هؤلاء القامات وغيرهم ترك فراغا لا يمكن ملأه إلا بعد جهد وكد ، وذلك نظرا للأدوار المختلفة التي كان يقوم بها كل من المرحومين .
3. وتأتي جائحة كورونا لتفاجئ العالم بالانتشار السريع للعدوى،مما فرض إجراءات احترازية لمنع انتشار الوباء والتقليل من خطورته ، وقد كان لإجراءات الحجر الصحي وما تبعه من تدابير تمنع التجمعات واللقاءات أثربالغ على الحركة ومناشطها،مما اضطرت معه إلى تكييف أنشطتها وبرامجها ،وتخلت مكرهة عن أهم آلية تربوية وأكثرها تأثيرا ممثلة في الفعل التواصلي المباشر لتعوضهابالعمل والاشتغال عبر العالم الرقمي الافتراضي.
4. . كما كان للبلوكاج الذي عرفه تشكيل الحكومة على إثر انتخابات 2016 ، وما تلا ذلك من إعفاء الأستاذ عبد الإله بن كيران وتعيين الدكتور سعد الدين العثماني أثرا بالغا على صفوف الشريك الاستراتيجي للحركة (حزب العدالة والتنمية) مما انعكس سلبا على رصيد الحركة القيمي، على اعتبار أن الذين تنازعوا أمرهم بينهم هم أولا وأخيرا خريجو مدرسة حركة التوحيد والإصلاح بل إنهم بعض قادتها ورموزها،الأمر الذي جعل قيادة الحركة كما قواعدها في وضعية حرجة بسبب التقاطب الذي وقع والذي استمر لخمس سنوات كاملة ومازالت ظلاله مستمرة إلى اليوم.
إضافة الى تسجيل بعض الانزلاقات التربوية والأخلاقية من طرف بعض قيادات المشروع والتي استغلت ابشع استغلال من طرف وسائل الاعلام المغرضة لتصفية الحساب مع خصم سياسي
1. أما القشة التي كادت أن تقسم ظهر البعير فهي بلا شك مجموعة القرارات والإجراءات والتدابير التي اتخذت أثناء الولاية الثانية من قيادة العمل الحكومي، خصوصا ما يتعلق بتدريس اللغات ولغة التدريس والذي مكن للتناوب اللغوي والتراجع عن تدريس المواد العلمية باللغة العربية، كذا شرعنة إنتاج القنب الهندي وما يستتبع ذلك من فسح المجال لتسويق هذه المادة المدمرة على أوسع نطاق ،وثالثا الضربةالأشد إيلاما لعموم الشعب المغربي ولأعضاء حركة التوحيد والإصلاح و متعاطفيها على الخصوص ، هي التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، والذي وقع في عهد حكومة العدالة والتنمية حيث ورط الدكتور سعد الدين العثماني توريطا للتوقيع على الاتفاقية وهو الذي أفني عمره وإخوانه في الذود عن القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
2. دون أن ننسى ما عرفته المنطقة العربية من ردة ديموقرطية، بعد إجهاض تجربة الربيع الديموقراطي، واستهداف التيار الإسلامي المشارك في بعض البلدان العربية ومحاولة إفشال تجربة الإسلاميين في بلدان أخرى، لا شك أن هذه الردة أسفرت عن حالة من الاحباط في الشارع العربي وتولدت عنه موجات من ردود الفعل المختلفة، الإلحاد، التمرد على التنظيمات، واليأس من جدوى المشاركة. ليُحتفى بثقافة التفاهة ونمذجة التافهين من شواذ وملحدين وغيرهم ، تتويجا لمحاصرة قوى الإصلاح وعزلها عن المجتمع.
3. وجاءت نتائج انتخابات الثامن من شتنبر 2021 لتكون خاتمة التحديات لما ترتب عنها من الإحباط واليأس من إمكانية الإصلاح ، فهذه الانتخابات الغريبة العجيبة لم تطح بالشريك الاستراتيجي للحركة من المرتبة الأولى الى أواخر ترتيب الأحزاب السياسية فقط .بل أطاحت بآمال عريضة وانتظارات طويلة علقها الشعب المغربي عموما على قاعدة الإصلاح في ظل الاستقرار مما ألقى بظلاله على حركة التوحيد والاصلاح وعلى قواعدها، وتجلى ذلك في الانسحاب الهادئ والصامت لبعض الأعضاء ،وتسرب
الفتور واليأس للبعض الاخر .
1. إضافة الى حداثة تجربة الإسلاميين في تدبير الشأن العام، حيث أفرزت الانتخابات التي أجريت في دول الربيع الديموقراطي، أحزابا ذات مرجعية إسلامية لقيادة العمل الحكومي( مصر ، تونس، ليبيا، المغرب... )إلا أن هذه الأحزاب منعت منعا من تحقيق أي إنجاز يتجاوب والآمال الكبيرة التي كانت الشعوب تعلقها على الحركات الإسلامية ، عن طريق حملات إعلامية مغرضة تستهدف تجربة الإسلاميين وعن طريق مكائد "الدولة العميقة"، لإفشال أي تجربة إسلامية في تدبير الشأن العام ،كل هذا سينعكس على الحركات الإسلامية عموما وعلى انتشارها وتوسعها خصوصا في ظل تزايد الحديث عن (فشل الإسلام السياسي)، أو (ما بعد الإسلام السياسي )وغيرها من المقولات المغرضة غالبا والموضوعية نادرا.

في ظل هذه التحديات والتحولات التي شهدها العالم والمنطقة العربية، والإقليم، كيف تفاعلت الحركة مع محيطها لتثبيت مكتسباتها ، والمحافظة على أدائها من أجل مواصلة السير على درب المساهمة في الإصلاح مهما حدث ومهما وقع .
إن الوعي بحجم هذه التحديات والتحولات، والإدراك الجيد للرمال المتحركة التي تتحرك فوقها الحركة والمجتمع ، والحكمة والصبر والأناة وبعد النظر.. كل ذلك كانت ثماره مكتسبات جديدة تحققت ،وترصيد لتجربة اكتسبت ، ومحافظة على تجربة فريدة في العمل الإصلاحي أصبحت مرجعا يُنهل منه ونموذجا يُحتذي به؟؟..

1. المكتسبات
من أبرز المكتسبات التي تحققت أثناء هاتين الولايتين:
1. التصالح مع اختيارات المغاربة في التدين والتمذهب: معلوم أن جيل الصحوة الإسلامية تأثر في بدايته بالمدرسة السلفية المشرقية، وكان لذلك أثر على أبناء الحركة الإسلامية، لكن حركة التوحيد والاصلاح فتحت نقاشا علميا مستفيضا حول اختيارات المغاربة في التدين والتمذهب، وقدمت في ذلك أوراقا حول المذهب المالكي في الفقه، والأشعري في العقيدة، والجنيد في التصوف، أثمركل ذلك إصدار كتاب "اختيارات المغاربة في التدين والمذهب" للدكتور أحمد الريسوني، وقد ترسخ ذلك في عدد من المناشط والإجراءات التي اتخذتها الحركة، والتي تجسد هذا التحول النوعي في تعاطي الحركة مع اختيارات المغاربة في التدين والتمذهب، منها: التعريف بالرموز المغربية في سلسلة سبيل الفلاح، أمثال المختار السوسي، وعبد الله كنون، والمكي الناصري، والمهدي بنعبود... واعتماد تفسير المفصل للشيخ عبد الله كنون في المجالس التربوية، مع إصدار كتيبات في فقه العبادات: الصلاة والطهارة، الصوم، الحج، اعتمادا علىالفقه المالكي.
2. الترافع عن اللغة العربية ومواكبة مستجدات نظام التربية والتكوين، حيث واكبت الحركة مستجدات القانون الإطار ببلاغات متعددة، كما أعدت مذكرة ترافعية قدمتها للفرق البرلمانية تؤكد من خلالها على ضرورة الالتزام باللغة العربية لغة للتدريس، و واكبت مستجدات الدخول المدرسي لكل سنة وأصدرت بيانات خاصة بذلك.
3. التصدي لاختراق التطبيع: لقد كانت الحركة ومازالت تعتبر القضية الفلسطينية قضية تحظى بالأولوية في اهتمامها، وكانت طرفا مشاركا في كل المبادرات الداعمة للقضية الفلسطينية، وقد ازداد هذا الدور اليوم تعاظما مع تورطالدولة المغربية في مسلسل التطبيع، فكان موقف الحركة واضحا ومبدئيا من خلال بيانها التاريخي، ومن خلال حضور رئيسها في كل الوقفات والتظاهرات المركزية المتعلقة بالقدس وفلسطين، ولعل الكلمة المسجلة التي ألقاها بالمناسبة توضح ذلك بجلاء.
4. افراز نخبة قيادية جديدة حيث أفرز الجمع العام الوطني الخامس قيادة جديدة للحركة، قيادة شابة في غالبها، أثبتت كفاءتها في التعاطي مع الملفات والمستجدات، وأثبتت قدرتها على القيادة والتخطيط والتوجيه ، وهذا الأمر سيكون له أثره الإيجابي على أداء الحركة ومستقبلها، وهو ما تجلى كذلك في الدور الذي قامت به هذه القيادة الجديدة في صياغة أوراق الحركة التصورية أمثال فيصل البقالي ورشيد العدوني وغيرهم .

1. استمرار أداء الحركة وتكييف برامجها مع الإجراءات الاحترازية لجائحة كورونا، فقد استطاعت الحركة أن تكيف برامجها وأنشطتها مع ظروف الجائحة ، حيث انتقلت بسرعة الى عقد لقاءاتها التنظيمية والتربوية والدعوية عبر العالم الرقمي، وكثفت قيادة الحركة من لقاءاتها التواصلية مع عموم أعضاءها على امتداد التراب الوطني ، تثبيتا وتحفيزا وتعهدا، وأطلقت الحركة خلال الجائحة مبادرات دعوية مثل "أمان واطمئنان" وبرزت أثناء الجائحة كفاءات تربوية ودعوية من النساء والرجال والشباب والكهول.
2. الاستمرار في إعداد الأوراق التصورية المؤطرة لفعل الحركة، فقد أشرفت قيادة الحركة خلال هذه المرحلة على إعداد وصياغة أوراق مختلفة لتأطير عملها ، ومن بين الأوراق المنجزة في هذه المرحلة : رؤية العمل الشبابي.. رؤية العمل المدني.. ورؤية الانتاج العلمي والفكري.. والورقة التصورية عن الأمازيغية، كما أصدرت سبيل الاستقامة (المنظومة الدعوية).
3. الاستمرار في أداء وظائف الحركة الأساسية، في ظل هذه التحديات خصوصا ما تعلق بجائحة كورونا، فقد استمرت الحركة في أداء وظائفها الأساسية في التربية والدعوة والتكوين وفي مجال الإنتاج العلمي والفكري، ومجال الشباب، وسعت كل الأقسام المركزية والجهوية والإقليمية إلى تنزيل برامجها ومخططاتها، الأمر الذي جعل الحركة ترجع الى وضعها المعتاد بعد عودة الحياة الى طبيعتها ورفع الإجراءات الاحترازية.
4. النأي بالحركة عن مشاكل الحزب الداخلية مع استمرار التنسيق مع القيادة المنتخبة: حيث تجنبت قيادة الحركة التدخل في مشاكل الحزب الداخلية، وحرصت على النصح والتوجيه، و حافظ رئيسها على نفس المسافة مع أطراف النزاع، بل إن التنسيق معقيادة الحزب عرف تطورا كبيرا، ساهم في تجاوز الكثير من الإشكالات.
5. ترسيخ التمايز مع حزب العدالة والتنمية:فاذا كانت الحركة قد اعتمدت هذا المفهوم منذ ولاية الحمداوي ،فأنه قد ازداد رسوخا في ولاية الشيخي الثانية ،وتجلى ذلك في الآتي:
أولا اعتماد قيادة تنفيذية للحركة لاتتحمل أية مسؤولية حزبية،وهو مايعكس المزيد من التمايز عن الحزب،بحيث لم يعد أي عضو بالمكتب التنفيذي يجمع بين عضوية الأمانة العامة للحزب والمكتب التنفيذي للحركة ،أو يتولى مسؤوليات سياسية ،أمثال يتيم والحمداوي والخلفي...
ثانيا:المواقف التي عبرت عنها الحركة في عدد من الملفات والتي لم تتماه مع الحزب خصوصا ملف القانون الإطار للتربية والتعليم والنقاش الذي أثير حول التناوب اللغوي ،ثم ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني ،رغم المبررات التي قدمها بعض أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية أمثال أمحجور ورياح إلا أن الحركة حافظت على موقفها المبدئي من التطبيع .إضافة إلى موقف الحركة الرافض لتقنين زراعة القنب الهندي ..
كل هذه المواقف وغيرها ساهمت في تجلية هذا الخيار "التمايز"الذي اعتمدته الحركة والذي يؤكد على استقلالية الهيئتين عن بعضهما.
1. فتح النقاشعن مستقبل الحركة: فإذا كانت عقدية الحمداوي قد قدمت جوابا عن المرحلة، تمثل في "الرسالية"، فإن مرحلة الشيخي قد فتحت النقاش حول "مستقبل الحركة وحركة المستقبل" وقد تجلى ذلك في الندوات الفكرية لمجلس شورى الحركة، الذي ساءل في ندواته تجربة الحركة على مدى ربع قرن وكسبها الإصلاحي، كما تساءل عن هويتها ومستقبلها، وهل تعيش الحركة أزمة أم تحديات؟؟ وهل يحتاج مشروعها إلى تجديد أم إلى تطوير؟؟.. ولاشك أن المؤتمر القادم سيقدم جوابا للمرحلة،وقد نشرت الحركة اشغال هذه الندوات في كتب من ابرزها : ندوة مجلس الشورى في بداية هذه المرحلة حول "حركة التوحيد والإصلاح واسئلة المستقبل اية رؤية
2. الاستعداد للجمع العام الوطني السادس: فقد شرعت قيادة الحركة منذ مدة في الاستعداد للجمع الوطني السابع، وشكلت لذلك لجنا مختلفة، حيث انعقدت الجموع الإقليمية، وتم اختيار المندوبين، ولاشك أن هذا يدل دلالة صريحة أن حركة التوحيد والاصلاح تعرف وضعية طبيعية، وهي تحترم مواعيدها والتزاماتها التنظيمية.

وأخيرا: لقد بذلت القيادة الحالية للحركة، وعلى رأسها الأخ المهندس عبد الرحيم الشيخي جهودا كبيرة لتثبيت وترسيخ المكتسبات والمحافظة عليها، ومواجهة التحديات بحكمة وبصيرة حتى تستمر حركة التوحيد والإصلاح في القيام برسالتها
ولتسلم مشعل القيادة لمن سيخلفها بنفس الحماس والايمان على درب الصلاح والإصلاح.
والحركة واعية بحجم التحديات التي تواجه المشروع الإصلاحي الإسلامي ،
وتدرك طبيعة التحولات السياسية والاقتصادية والقيمية والعقدية ، التي يشهدها واقعنا ، لهذا امام الحركة اليوم أسئلة كبرى تتعلق بترسيخ هويتها وادوارها الأساسية وتحديث مناهج عملها بما يضمن قدرتها على استيعاب التحولات الجارية والافاق
المستقبلية ، والقيام بالادوار التجديدية للفاعل الإسلامي مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم :"ان الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الامة دينها ".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.