هل تعلم سبب ضيق الصدر والضنك والحسرات وعدم الرضا عن نفسك هذه العلل التي تشعر بها مرة بعد أخرى هي نتائج معصيتك لله في الماضي البعيد أو القريب، وما دمت تعود إلى الذنوب والمعاصي مرة بعد أخرى وتصر عليها فتوبتك ليست صادقة إذ لو كان الله فعلا هو الأكبر في قلبك،وعقلك لانتهيت إلى الأبد عن فعل المعاصي،وكنت سيد نفسك ومنعت نفسك أن ترتع في المحرمات،وكنت سيدا عليها إذ ستوردك المهالك إذا لم تمنعها أن ترتع في المحرمات سواء كانت صغيرة أو كبيرة... معنى تعظيم أوامر الله أن تفعلها وتقم بها في أوقاتها على الوجه الصحيح لوجه الله ووفق السنة النبوية،ومعنى أن تعظم النواهي أن تنتهي عنها فورا وتستغفر الله كثيرا منها ليغفرها الله لك... سبب معاناة كثير منا هو أن المسلمين الفطنين يجمعون حسنات أمثال الجبال،ونحن نلهو ونلعب،ومغترين ببعض الحسنات التي قمنا بها منذ مدة طويلة،ولا ندري هل قبلها الله منا أم لا ؟ لن تطمئن قلوبنا دون قراءة القرآن الكريم وذكر الله،والدعاء والصلاة بخشوع والاستغفار كثيرا جدا...وملأ أوقات الفراغ سيخرجنا من العبثية واللامعتى، والفراغ إلى أداء واجباتنا بجد واجتهاد ورقي بدقة...لا تهتم بسلوكات وتصرفات الآخرين التي آذوك بها،و التي لم ترقك فإنها مسجلة في صحائفهم ليوم المعاد وسيحاسبون عليها.. إبحث عن الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ونزلها في تفاصيل حياتك لتسعد،واعرض عن المزيفين والنكرات،ومن رأسمالهم الكذب والبهتان لأن منجزاتهم صفرية. إذا اعتز البعض بنسبه وأملاكه فاعتز بأن لك وجه واحد وبصدقك وإخلاصك وقيمك ومبادئك،وخوفك من الله والعمل على إرضائه إذ ذلك ما سيزحزحك عن النار ،ويدخلك إلى الجنة ويخلدك فيها... إذا سلكت الصراط المستقيم في القرن 21 فأنت تتشبه بالانبياء، والصحابة والتابعين والتشبه بالكرام يجعلك كريما مثلهم... فاستنهض همتك ورق إيمانك واطو المسافات الموجودة بينك، وبين الله بالصلوات الخاشعة في جوف الليل لتلحق بالصحب الكرام،والانبياء في الآخرة ولا تلتفت إلى المغريات ومظاهر الدنيا الخداعة،وتثبيط المثبطين لأنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا..تخلص من أسر الشيطان وفر إلى الله قبل فوات الأوان، وسيكون الأجر بحجم المغامرة العمودية نحو الله وبمقدار التعب.. عندما يعتز الناس بأرصدتهم البنكية،وبأبنائهم وزوجاتهم فاعتز أنت بعملك الصالح إذ البعض للأسف أصبح لا يجمع منذ مدة طويلة إلا العمل الطالح، والسيء فانج بنفسك،وابحث عن الصادقين،واعبد معهم الله، وتحرر ممن ملأت الدنيا وأشيائها قلوبهم.. أن تعرف طريق الله وطريق الجنة نظريا فهذا سيدفعك لمعرفتها عمليا إذا وضعت ما تعرفه في نقطة الفعل، فتفاءل خيرا وامض في طريقك شامخا، ولا تلتفت لمن باعوا أنفسهم لأهل الدنيا،وللشيطان بحيث أصبح يتلاعب بهم كما يتلاعب الصبيان بالكرة. فصم عن الدنيا وسيملأ الله قلبك تقوى،ورضا ورشد وقناعة.. إذا اقتديت بالانبياء والرسل، والصحابة الكرام وقمت بنفس أعمالهم ستكون من الفرقة الناجية في الدنيا والآخرة،وفي خضم كثرة شبهات المغرضين، وكذبهم أبشر بأن المستقبل للإسلام بنص القرآن الكريم والسنة النبوية،وأبشر بالنصر ما نصرت دينه وأولياءه...