مات ولد خرشاش ونعينعه وقشبال وولد زروال ولكريمي، والعديد من الوجوه الشعبية المغربية، التي أضحكت المغاربة وجعلتهم يدركون عمقهم الشعبي وتلك التربة البدوية الأصيلة التي ولدوا منها وتربوا فوقها وبها ولها. فماذا أعطينا لهذه الوجوه الشعبية، ليس فقط وهم على قيد الحياة، بل، وحتى وهم هناك بجوار ربهم ؟. لم لا تتم تسمية بعض مدارسنا وشوارعنا وأحيائنا، الخ، بأسمائهم؟ أم هم من تربة تندرج ضمن " المدنس" ولا يستحقون " المقدس"؟. لنعلم، أنه كلما رحل وجه ثقافي شعبي مغربي، رحلت معه حدوثة شعبية جميلة، بها ساهم المغرب في تحقيق تعايشه وتساكنه بين العديد من المكونات الجغرافية المكونة له. بمثل هذه الوجوه، ساهمنا في تصالحنا مع أنفسنا. سخر البدوي من المديني وسخر المديني من البدوي. سخر الشمالي من الجنوبي وسخر الجنوبي من الشمالي، الخ. بمثل هذه الوجوه شاركنا في الابتعاد عن الصراع الطائفي والعرقي واللغوي. ضحكنا وسخرنا، وتحققت متعة الضحك، وانمحت لغة العديد من الحروب المدمرة . لنعلم مرة أخرى، أن الحلقة المغربية متنفس جميل !. متنفس نقذف فيه لا وعينا، ونطهر فيه عوالمنا الداخلية.الحلقة صمام أمان له وزنه السيكولوجي لكي لا نسقط في العنف والتطرف . في الحلقة كبرت وتربت أسماء عديدة ووازنة اليوم ...فيها تخصب مخيالها. هي فضاء كان يجمع الصغير والكبير . المرأة والرجل . الكل يضحك، منذ ما بعد صلاة العصر إلى ان يقترب آذان المغرب. فيها تحقق لنا ما لم يتحقق ربما لغيرنا. هي مصدر أعطى الشيء الكثير للمغاربة. فماذا أعطينا لها ؟. كانت ولا تزال قادرة على أن تكون في صلب كل عملية تعليمية وتربوية وبحثية وتنموية وسياحية وثقافية ، الخ . لا نضيع زمن الحلقة . ضياعه، فرصة لقبض التطرف على مخيالنا الثقافي الشعبي ... فهل من الممكن ان نراهن على احيائها في العديد من المدن والقرى والأسواق وفق ضوابط تضمن الكرامة لمن يمتهنها؟. الحلقة أعطت للمسرح والسينما والعديد من الفنون.فماذا أعطينا لروادها ؟ . رحم الله من رحل منهم، وطول العمر لمن لازال يقاوم عشقها.