أكد وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، أن المصالح المختصة المكلفة بتتبع ملف شغب الملاعب، شرعت في تنزيل رؤية جديدة ترمي إلى محاربة جميع الظواهر الشاذة التي تشهدها الملاعب الرياضية. وأوضح لفتيت، في جواب له ردا على سؤال كتابي للنائب البرلماني عبد الله بوانو، عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، حول توفير الأمن بملاعب كرة القدم وإمكانية إحداث فرق أمنية خاصة بأمن الملاعب ومحاربة الشغب بداخلها، (أوضح) أن "المصالح المختصة تسهر على تعزيز القدرات لتتبع مختلف المسابقات الرياضية وتنظيمها وفق ما تتطلبه مسؤولية ضمان أمن وسلامة كافة المواطنين، سواء داخل الملعب أو خارجه". وأشار وزير الداخلية إلى أن اللجنة المركزية المكلفة بتتبع الموضوع، والتي تضم مختلف القطاعات المعنية، انكبت مؤخرا على دراسة مجموعة من التدابير الاستباقية الكفيلة بمنع وقوع مثل هذه الأحداث التي أعقبت المباراة التي جمعت بين فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط برسم منافسات كأس العرش. وأكد لفتيت على أن "هذه التدابير تستهدف على سبيل المثال لا الحصر تأهيل البنيات التحتية للملاعب الرياضية وإشراك الأندية في التسيير الأمني للمقابلات وتحديث نظام التذاكر وكذا تأطير تنقلات مشجعي الفرق الزائرة بين العمالات والأقاليم خلال المقابلات". وكان وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، قلل من خطورة ظاهرة شغب الملاعب بالمغرب، مؤكدا أن الدولة تلجأ لمنع تنقل الجماهير خارج مدنها وإجراء المباريات بدون جمهور للحد من تداعيات هذا الشغب على الأمن العمومي. وشدد لفتيت، خلال الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، الأسبوع الماضي، على ضرورة عدم تضخيم ظاهرة شغب الملاعب وإعطاءها حيزا أكبر من حجمها، مؤكدا أنها حالات شاذة خاصة عن مقارنتها، على حد قوله، بعدد المباريات التي تجرى أسبوعيا، والذي تزيد عن 230 مباراة مبرمجة من طرف العصب الوطنية و200 مواجهة من طرف العصب الجهوية، وأن شغب الملاعب يحدث، حسب لفتيت، في مباريات قليلة. وأوضح وزير الداخلية أن السلطات تتجند في المواجهات المحتمل وقوع أحداث شغب فيها عبر أخذ الاحتياطات اللازمة للحد من تداعياته على الأمن العمومي، إضافة لمنع تنقل الجماهير للمدن الأخرى بل وإجراء عدد من المباريات دون جمهور. وأضاف المتحدث ذاته أن الدولة تتبنى مقاربة زجرية مثلما حدث بمواجهة الجيش الملكي والمغرب الفاسي في كأس العرش التي عرفت أحداث شغب دامية بالمركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، مشيرا إلى أنه يتم، من جهة ثانية، العمل على تأطير المشجعين حتى لا يصبح، على حد تعبيره، بنيويا مثل دول أخرى. وأكد لفتيت أن مقاربة الدولة في مواجهة ظاهرة شغب الملاعب تقوم على عدة مرتكزات، من بينها القانون 9.9 لزجر العنف المرتكب داخل الملاعب أثناء المباريات الرياضية، مشيرا إلى أنه بالموازاة مع هذا القانون فقد تم تحديث الملاعب الرياضية للحماية من هذا العنف. ولم يمر أكثر من شهرين على إعادة فتح الملاعب أمام الجماهير الرياضية بعد أزيد من عامين على إغلاقها بسبب تداعيات الجائحة العالمية، حتى سيطر شغب الملاعب على المدن المغربية، بداية بملعب مولاي عبد الله بالرباط الذي شهد وعنف بين عناصر محسوبة على جمهوري الجيش الملكي والمغرب الفاسي، أصيب على إثرها 85 شخصا من أفراد الشرطة، بينما اعتقل 160 مشجعا بينهم 90 قاصرا. كما تواصلت الأحداث الدامية عقب مواجهة سريع واد زم والرجاء الرياضي بمدينة خريبكة، ثم ما رافق مباراة الوداد وبيترو أتلتيكو الأنغولي من تخريب وتكسير للممتلكات العامة، ثم بنهائي كأس العرش بين الجيش الملكي والمغرب التطواني بمدينة أكادير، ثم الأسبوع الماضي بين اتحاد طنجة ونهضة بركان.