أعلنت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الجمعة، عن وفاة الشاعر الكبير مظفر النواب في الإمارات. وقال مدير عام دائرة الشؤون الثقافية عارف الساعدي لوكالة الأنباء العراقية إن "النواب توفى في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات". وعُرف الراحل بمعارضته الشديدة للحكومات العراقية المتعاقبة، ويعد من أبرز الشعراء في العراق خلال العصر المعاصر. وبسبب ميوله الثورية، تعرّض للملاحقة وسجن في العراق، وعاش بعدها في عدة عواصم، منها بيروت ودمشق ومدن أوروبية أخرى. ولد مظفر النواب عام 1934 في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، وذلك في عائلة شيعية أرستقراطية من أصل هندي تقدر الفن والشعر والموسيقى. ودرس في جامعة بغداد وانخرط بعد سنوات في العمل السياسي وانتمى وفقا لمعاصريه إلى الحزب الشيوعي العراقي. غادر العراق عام 1963 بعد المضايقات التي فرضها القوميون على الشيوعيين والنواب واحد منهم، قبل أن يعاد إلى العراق قسرا من قبل "السلطات الإيرانية التي اعتقلته" وهو في طريقه إلى روسيا ويودع في سجن "نقرة سلمان" الشهير جنوبي العراق. وتمكن الهرب من السجن عبر حفر نفق فيه وبقي متواريا عن الأنظار حتى عام 1969 عندما أصدر عفوا عن المعارضين، وعاد إلى وظيفته في وزارة التربية العراقية بعد تخرجه من جامعة بغداد. وفي عام 2011 عاد إلى العراق بعد فراق أكثر من 40 عاما واستقبله بشكل رسمي الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني المعروف بعلاقاته مع الشعراء، قبل أن يعود ويغادره وبقي طيلة أكثر من عقد يعاني من مرض عضال. وعرف عنه مناهضته لحزب البعث ونظام صدام حسين، ووقوفه في قصائده الشعبية والفصيحة إلى جانب الفقراء والكادحين، واشتهرت قصيدته "القدس عروس عروبتكم" التي يشتم فيها الحكام العرب بسبب "تخاذلهم" في الدفاع عن القدس. ويقول في إحدى قصائده: "سرت في اتجاهك العمر كله، وعندما وصلت، انتهى العمر".