في العشر الأواخر من شهر رمضان الأبرك 1444 هجرية، الموافقة للعشر الأواخر لأبريل نيسان 2022 .. كنت من بين 2.5 مليون زائر و معتمرللحرم المكي و المسجد النبوي .. فها هي مكةالمكرمة تتحرك بقدسيتها ونور ربها و كانت و لا تزال قبلة للحجاج والمعتمرين لانها بين الله .. و ها هي المدينة هادئة تنعم بروضة رسول الله .. كأن رسول الله الذي أذى الأمانة و بلغ الرسالة و جاهد في حق الله حق جهاد حتى أتاه اليقين .. يرقد بسلام و في أمان .. هادئا مطمئا البال.. لأن الرسالة التي بدأها وحيدا بلغت بفضله و رحمته مليار و 600 مليون معتنق .. و لازالت رسالته تنتشر شرقا وغربا .. و هذا سر هدوء المدينة .. فهو هدوء ممتد من هدوءه صلى الله عليه وسلم .. طبت أنت حيا و ميتا بأبي و أمي يا رسول الله .. طبت وطاب المقام بالكعبة و بجواركم يا حبيبي يا رسول الله … وها هي ثلاثة أيام بالكعبة المنورة طواف و سعي و ذكر وتسبيح وشكر لربها .. ومن غير ربي أحق ..و ما حدث مني جهد المقل .. من عبد نسي أمر ربه و قصر و أكثر في ذلك زمنًا طويلًا .. لكننا بين رجاء و عمل لا ينقطع الأمل .. فالأمل دائما موصل من رب غفور .. أرحم من الأم الرؤوم بابنها العاصي. و أربع أيام تردف لياليها بالمدينةالمنورة ، حيث المسجد النبوي و الروضة الشريفة .. تم قبر رسول الله عليه أفضل الصلاة و التسليم و به منبره الذي آن له و بكى .. و بينهما روضة من رياض الجنة :(صدقت يار سول الله .. قلت وقولك الحق و ما تنطق عن الهوى : بين قبري و منبري هذا روضة من رياض الجنة). الحرم المكي الصلاة فيه بمئة ألف ، و الحرم النبوي الصلاة فيه بألف ، و الله يضاعف لمن يشاء ، والله جل جلاله واسع عليم ،إنه عز وجل جواد كريم.. في مكة الكل يتحرك طوافا وسعيا و هرولة.. أجناس و أعراق و لغات و لهجات و أشكال و ألوان بشرية جاءت من كل أقطار الأرض التي دحاها الله عز وجل.. و ها هي تضج بالحركة و التلبية من بكة الى الروضة الشريفة .. لا شيء يجمعها بعد وحدة الجنس البشري سوى التوحيد لله عز وجل ، أحد أحد فرد صمد ، لا يفنى و لا يبيد و لا يكون إلا ما يريد .و بعد و حدة الإخلاص لله ياتي حب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثاني معتقد يجمعنا .. فجميعنا لن نغادر حتى نزور و نصلي بالروضة الشريفة و نسلم على رسول الله محمد ابن عبدالله عليه اشرف صلوات الله وتسليمه. مكة المتحركة بأوراشها المفتوحة .. من الحرم الى عرفات و ما بينهما و ما دونهما .. الاشغال حيث ما وليت وجهك من داخل الحرم المكي أو من خارجه .. سترمق عينيك، أو ترنو أو ترا و تبصر آليات الأشغال تتحرك.. إنه رؤية ولي عهد محمد بنسليمان 2030 تتجسد على أرض الواقع .. و تجري على ألسن أهل الأرض هنا ، حتى سائق الطاكسي يعرف المشروع التنموي لولي العهد محمد بنسلمان و يقول 2030 حقيقة نراه تتحرك. في المقابل لمكة المتحركة نهفوا شوقا للوصول الى مدينة رسول الله الهادئة المنورة بقبره وروضته الشريفة ..عبر قطار الحرمين السريع مكةالمدينة مرورا على جدة.. وهو طبق الأصل لقطار البراق بالمملكة المغربية الشريفة طنجةالقنيطرةالرباطالبيضاء.. على مسافة 450 كلمتر يقطعها قطار الحرمين على طول طريق الهجرة الذي وطئتها أقمار سيد ولد آدم ولا فخر . في ساعتين و عشرين دقيقة بسرعة تصل أحيانا الى 300 كلمتر في الساعة مع توقف واحد بمدينة جدة ، يصل بك القطار سريعا إلى المدينةالمنورة ، المدينة الهادئة ، إذ نجد في مقابل السرعة المتحركة بمكة و القطار السريع هدوء منقطع النظير بالمدينةالمنورة الهادئة .. فجميع زوار النبي عليه الصلاة و السلام لا شيء يستعجلهم،أو يدفعهم للتحرك ،لا طواف ،ولا سعي ،و لا سبعة في سبعة .. إلقاء السلام على النبي و على الصحاب ابو بكرٍ الصديق صاحب التحقيق و الفاروق عمر ابن الخطاب ، و عثمان ذو النورين جامع القرآن ، و علي ابن أي طالب والد السبطين .. رضي الله عنهم جميعا و أرضاهم . إن السرعة التي مرت بها الايام السبع و لياليها سريعة جدا و الأنفاس لا تتوقف و لا الجفون تريد أن ترتاح و تنام ، فيفوتها وقت النظر في الحرمين و الذكر و الشكر بهم و فيهم .. سبع أيام تسربلت وكأنها ليلة واحدة .. لكننا استودعناه الله و رسوله .. يزكيها الله عز وجل بالمغفرة و الأجر و التواب .و رسوله عليه أفضل الصلاة و التسليم بالشفاعة يوم يقال كل نبي عند رتبته و يا محمد هذا العرش فاستلم ............. لكن السرعة التي تسير بها السعودية لن تستوعبها رؤية 2030 .. فسياسة المدن و إعداد التراب و التعمير بالسعودية في حاجة إلى رؤية تتجاوز 2030 إلى ما أبعد من 2050 .. لان عصر الرقمنة سيرفع الطلب على السياحة الدينية و بالاخص الحج و العمرة.