في خطوة جديدة أثارت استغراب المتتبعين، اعترضت الجزائر على إصدار بيانات للدعم الدولي لفلسطين خلال المناقشة الفصلية للوضع في فلسطين بمجلس الأمن الدولي، وذلك بسبب الإشادة بجهود المغرب بقيادة الملك محمد السادس في الدفاع عن مدينة القدس والقضية الفلسطينية. فلأول مرة في سجلات مجلس الأمن، لم تصدر المجموعات العربية والمجموعة الإسلامية وحركة عدم الانحياز بيانات دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني، بسبب اعتراض الجزائر عقب إشارة تلك المجموعات إلى الدور المحوري لجنة القدس ورئيسها، الملك محمد السادس، في الدفاع عن القدس. ويُعد هذا ثالث تحرك جزائري ضد الإشارة إلى جهود لجنة القدس في بيانات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بعدما عرقلت الجزائر اعتماد بيان إدانة للاعتداءات الإسرائيلية صادر عن المجموعة العربية في نيويورك، كما حاولت عرقلة إصدار بيان إدانة من طرف "اللجنة الوزارية العربية" بالأردن. ويبدو أن النظام الحاكم في الجزائر لا يُفوت الفرصة في أي مناسبة إلا ويكشف بالملموس مدى عدائه للمغرب وسعيه لإفشال أي تحرك أو جهود للمملكة في دعم القضية الفلسطينية. "خيانة لا تُغتفر" وفي تعليقها على العرقلة الجزائريةالجديدة، اعتبرت وكالة الأنباء المغربية الرسمية "لاماب"، أنا ما قامت به الجزائر "خطأ سياسي فظيع، وقرار مشين، وسلوك مستهجن"، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين في نيويورك "لا يجدون الكلمات المناسبة لنعت السلوك المشين للوفد الجزائري". وقالت "لاماب": "ليس ما قامت به الجزائر اليوم أكثر ولا أقل من خيانة لا تغتفر للقضية المقدسة للعالم العربي الإسلامي. كما أن الصمت المشين الذي فرضته الجزائر على المجموعات الإقليمية سيظل منقوشا إلى الأبد في ذاكرة العرب والمسلمين باعتباره اليوم الأسود الذي باعت فيه الجزائرفلسطين وشعبها بسبب كراهيتها المقيتة للمغرب. وهي نكبة دبلوماسية للشعب الفلسطيني ارتكبها النظام الجزائري الذي يتعين أن يتحمل مسؤولياته". إقرأ أيضا: الجزائر تعرقل اعتماد بيان حول القدس يشيد بدور الملك في الدفاع عن الأقصى وأضاف المصدر ذاته بالقول: "يتساءل العديد من الدبلوماسيين في الأممالمتحدة كيف يمكن للنظام الجزائري أن يبرر إسكات الأصوات المؤيدة لفلسطين، لأكثر من 3 مليارات شخص تمثلهم مجموعة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي، لسبب وحيد هو أن تصريحاتهم ضمت فقرات تثني على فلسطين ولجنة القدس ورئيسها". وأوضحت "لاماب" أن هذه الفقرات ليست جديدة، بل تمت المصادقة عليها واعتمادها لعدة عقود من قبل رؤساء دول وحكومات هذه المجموعات الثلاث، متسائلة: "ما الذي تغير بالنسبة للجزائر حتى ترفض ذلك الآن؟ إن ما تغير هو الكراهية المعادية للمغرب من جانب النظام الجزائري، والتي اتخذت أبعادا غير مقبولة، بل بلغت حد التضحية بالقضية الفلسطينية". واعتبرت وكالة الأنباء المغربية أن "ما تغير هو النظام الجزائري الذي يوظف نظريات المؤامرة السخيفة ضد المغرب والعالم كله لمنع الدعم الدولي للمطالب المشروعة لشعبه من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحياة الكريمة، بما يتماشى مع الموارد الهائلة التي تزخر با البلاد، والتي تم تبديدها واستخدامها لأسباب لا تعود بالمنفعة لمصلحة الشعب الجزائري". إقرأ أيضا: "اللجنة العربية" تُفشل محاولة الجزائر عرقلة بيان حول الأقصى وتشيد بجهود الملك محمد السادس وتابع المصدر ذاته بالقول: "يتساءل الدبلوماسيون العرب، الذين أصيبوا بالصدمة والذهول من الموقف المشين للسفير الجزائري، كيف يمكن للبلد الذي من المفترض أن يترأس القمة العربية في غضون أشهر قليلة، أن يتصرف بقدر من الازدراء والإذلال تجاه القضية الفلسطينية التي يفترض أن يدعمها ويدافع عنها؟". ويجد الدبلوماسيين العرب والمسلمين، بمن فيهم أصدقاء الجزائر في أمريكا اللاتينية وآسيا، تقول "لاماب"، "أنفسهم أمام موقف لا يصدق، لكنهم يدركون أن النظام الجزائري مستعد لفعل أي شيء لمعاكسة المغرب، لتظل فلسطين هي من تدفع الثمن اليوم، وغدا سيكون حتما سبب آخر". ثالث محاولة عرقة ويُعد هذا ثالث تحرك جزائري ضد الإشارة إلى جهود لجنة القدس في بيانات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وذلك بعدما أقدم الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، يوم 17 أبريل الجاري، على عرقلة اعتماد بيان صادر عن المجموعة العربية في نيويورك، يتعلق بالإعتداء الإسرائيلي الأخير على الأماكن المقدسة بالقدس. وجاءت خطوة الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، حينها، بعد توزيع الوفد الفلسطيني مشروع بيان على المجموعة العربية في نيويورك من أجل اعتماده، يدين الاعتداء الإسرائيلي بالمدينة المقدسة ويعترف بالدور الهام للجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس، في الدفاع عن المدينة المقدسة والحفاظ على هويتها. وفي الوقت الذي أيد فيه الوفد المغربي بقوة هذا المشروع ولم يقترح عليه أي تغيير أو تعديل، كما أيدته جميع الدول الأعضاء في المجموعة العربية، عارض الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة، الإشارة إلى لجنة القدس، وحاول إدراج إشارة إلى دعم رئيسه عبد المجيد تبون للقضية الفلسطينية. إقرأ أيضا: المغرب: اقتحام الأقصى استفزاز لكل العرب والمسلمين يدفع نحو مزيد من التوتر والعنف بالمنطقة وعلى المستوى العربي، أفشلت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانوينة في مدينة القدسالمحتلة، خلال اجتماعها الطارئ، يوم الخميس المنصرم بالعاصمة الأردنية عمان، محاولة الجزائر عرقلة إصدار بيان حول أحداث المسحد الأقصى. وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "لاماب"، فإن ممثل الجزائر، "وبعدما لاحظ بأن البيان الختامي للجنة يضم فقرة تبرز دور الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف، في نصرة المدينة المقدسة وصمود سكانها، طالب بتضمين البيان فقرة حول الدور المزعوم للرئيس الجزائري بذلك الخصوص". وأضاف المصدر ذاته، أن الطلب الجزائري "لم يعره المشاركون أي اعتبار"، فتم اعتماد البيان بالإجماع كما اقترحته رئاسة اللجنة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بكامل الفقرة سالفة الذكر الخاصة برئاسة لجنة القدس. ووصفت وكالة الأنباء الرسمية بالمغرب، محاولة الجزائر ب"الموقف السخيف"، معتبرة أن رفض اللجنة للطلب الجزائري يُعد "عزلة للجزائر التي لم تجد سوى التحفظ على البيان، وهو تحفظ لا يؤثر على الإجماع العربي تجاه دعم القدس وسكانها".