كشفت معطيات قدمتها، الأربعاء، رئيسة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرا، أن المغرب استثمر ما يناهز 29 مليار درهم بين سنة 2000 وأواخر 2021، من أجل التنقيب عن الغاز الطبيعي. وأوضحت بنخضرا، التي كانت تتحدث أمام لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب، أن تنقيب المغرب عن الغاز الطبيعي بمختلف مناطق المملكة، خلال ال 22 الماضية كلف 28 مليارا و845 مليون، مشيرة إلى أن ذلك مكن من حفر 67 بئرا. وأشارت إلى أن 96 بالمائة من الغلاف المالي المستثمر ممول 100% من طرف شركاء المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، مبرزة أن الآبار ال 67 التي تم حفرها، تم العثور ب 40 منها على الغاز الطبيعي، مبرزة أن اكتشافات الغاز الطبيعي بالمغرب تتمركز بثلاثة مناطق؛ حوض الغرب وحوض الصويرة (مسكالة)، حيث انطلق الانتاج فعليا، وحوض تندرارة الذي يعد من المناطق التي بصدد التطوير. ولفتت بنخضرا الانتباه إلى أن الاستكشافات تتميز، رغم صغر حجمها، بمردودية اقتصادية نظرا لتوفر شبكة الأنابيب الغازية بعين المكان وسوق محلية متمثلة في عدة وحدات صناعية، مشيرة إلى أنه يتم حاليا على مستوى حوض الغرب تسويق الغاز الطبيعي لسبعة زبناء بما يعادل 150000 متر مكعب في اليوم من الغاز الطبيعي. وأضافت أن مجهودات وأعمال تطوير البنيات التحتية لمعالجة الغاز الطبيعي بحوض الغرب، أسفرت عن ربط وانتاج عدد مهم من الآبار في منطقة الغرب، كما مكنت هذه المجهودات أيضا من إغناء المنطقة بالبنيات التحتية اللازمة من أجل انجاز عمليات معالجة الغاز الطبيعي. وأكدت أن منطقة الغرب تضم اليوم محطتين لتجميع ومعالجة الغاز الطبيعي بالإضافة إلى مجموعة من الآلات والمعدات المتخصصة لتحسين إنتاج الآبار وإيصال الغاز الطبيعي إلى الظروف المطلوبة لتسويقه، مشيرة في الآن ذاته إلى أن مجهودات التنقيب والحفر المبذولة على حوض الغرب، خلال السنوات الخمس الأخيرة، مكنت من حفر 22 بئرا أدت إلى 16 اكتشاف للغاز الطبيعي، وقد تم ربط 14 بئرا بشبكة أنابيب نقل الغاز المتواجدة بالمنطقة. وأبرزت أن عملية إنتاج وتسويق الغاز الطبيعي في حوض الغرب عرفت ارتفاعا منذ سنة 2018، إذ انتقلت من 52 مليون متر مكعب سنة 2017 إلى 80 ميون مكعب سنة 2021، مؤكدا أن هذا الارتفاع يرجع أساسا إلى توقيع عقود جديدة لتسويق الغازالطبيعي. أما على مستوى استغلال الغاز الطبيعي بحوض الصويرة (مسكالة)، فقد أشارت بنخضرا إلى أن الأخير يعد من أكثر المناطق المغربية التي شهدت عمليات تنقيب مكثفة والتي أدت إلى اكتشاف حقل "مسكالة" الذي يعتبر من أهم الاكتشافات التي تم تحقيقها حتى الآن في المغرب. وأوضحت أنه تم حفر 11 بئرا أسفر عن وجود الغاز الطبيعي المرفق بالمكثفات، وبدأ استغلال حقل مسكالة ابتداءا من سنة 1987 ويستمر حتى اليوم، حيث يتم انتاج وتسويق الغاز الطبيعي والمكثفات لتلبية الاحتياجات الطاقية لوحدات تجفيف وتكليس الفوسفاط التابعة ل OCP في اليوسفية. وأشارت إلى أن الغاز المستخرج على مستوى حوض مسكالة هو غاز مصحوب بالمتكثفات ما يجعل عملية تسويقه تتم بعد عدة عمليات للمعالجة عبر محطة متخصصة (محطة مسكالة) في المعالجة الكاملة للغاز الطبيعي المنتج بهذه المنطقة، مؤكدة أنه الإنتاج السنوي لهذا الحقل يبلغ في المتوسط 30 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و3500 طن من المكثفات. وعلى مستوى حوض تندرارة، فأوضحت المسؤولة أن عمليات التنقيب والحفر بدأت منذ 1966، وابتداء من سنة 2015 اهتمت شركة ساوند إنرجي البريطانية بأعمال التنقيب و الدراسات التقنية على مستوى هذا الحوض، مشيرة إلى أنه منذ عام 2016 وحتى الآن، قامت شركة ساوند إنرجي في اطار الشراكة التي تربطها بالمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بحفر 5 آبار في حوض تندرارة، أسفرت عن تحقيق اكتشافين للغاز الطبيعي مما مكن من الحصول على رخصة الاستغلال المسماة "تندرارة" ابتداء من غشت من سنة 2018. وأبرزت أنه سيتم تطوير اكتشاف تندرارة عبر إنشاء البنية التحتية للمعالجة والنقل لضمان تزويد محطات الطاقة الحرارية الخاصة بالمكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب بالغاز الطبيعي، مشيرة إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تطوير الموارد الغازية من خلال حفر آبار إضافية، وإنشاء محطة معالجة مركزية وخط أنابيب غاز بطول 120 كم، للربط بين هاته المحطة وأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي سينقل الغاز المنتج إلى محطات تحدرت وعين بني مطهر التابعة للمكتب الوطني للكهرباء الماء الصالح للشرب. وأشارت رئيسة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن إلى أنه تم توقيع عقد بيع وتسويق الغاز الطبيعي المنتج مع المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب خلال شهر نونبر المنصرم، في حين تم توقيع الاتفاقية الخاصة بالربط بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي الذي يسيره حاليا المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن خلال شهر مارس 2022، مبرزة أن إنجاز هذا المشروع يتطلب ميزانية إجمالية تقدر ب 5,67 مليار درهم، يتحمل المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن ما قدره 1,47 مليار درهم. وبخصوص البرنامج التوقعي لأشغال التنقيب بالإمكانات الذاتية للمكتب للفترة 2022-2024، فقد أوضحت أمينة بنخضرا أنها ستعمل على إعادة معالجة وتأويل 1250 كلم من الاهتزازات الثنائية الابعاد بحوض الزاك وإنجاز خمس (5) حفر استكشافية لتقييم مؤهلات الهيدروكربورات غير التقليدية وإعداد أطلس المؤهلات النفطية للبحر الأطلسي ونمذجة جيوكيميائية ودراسة Play fairway على مستوى البحر الأطلسي وإعادة معالجة 2600 كلم من الاهتزازات الثنائية الأبعاد بوسائل المكتب ثم تحيين الوثائق المرجعية للملف المقدم من المغرب من أجل تحديد امتداد جرفه القاري الأطلسي. أما بخصوص البرنامج التوقعي لأشغال التنقيب من طرف الشركاء للفترة ذاتها، فتحدثت المسؤولة عن مسح 1150 كلم و650 كلم مربع من الاهتزازات الثنائية والثلاثية الأبعاد، وحفر 27 بئرا، أربعة منها بالبحر.