نظمت شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة بكلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، ندوة علمية لتقديم وقراءة كتاب" تقنيات التعامل مع كتب أصول الفقه المخطوطة: الكوديكولوجيا، الفيلولوجيا، الفهرسة" للدكتور خالد زهري، أول أمس الثلاثاء، بمدرج العلامة حدو أمزيان بالكلية. وعرفت الندوة مشاركة أساتذة يمثلون جامعات مغربية وأجنبية، وهم محمد شكري من الأكاديمية الجاوية بماليزيا، محمد أيمن العتكي من الجامعة العالمية الإسلامية بماليزيا، زين العابدين القدحي باحث في علم الكلام بماليزيا. ومن المغرب شارك كل من عبد الغني يحياوي من جامعة عبد الملك السعدي بتطوان، عبدالله التوراتي من جامعة محمد الأول بوجدة، الحسان شهيد من جامعة عبد الملك السعدي بتطوان. فبعد افتتاح الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلتها الطالبة الباحثة: بشرى العلام، تناول الكلمة كل من نائب عميد كلية أصول الدين الأستاذ زين العابدين الحسيني، ورئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة الدكتور أحمد الفراك، وثلة من الأساتذة، والطلبة والطالبات وبخاصة طلبة الدراسات العليا. وسير أشغال الندوة الدكتور جمال علال البختي الذي أعطى الكلمة في البداية لنائب العميد الذي قدم كلمة شكر للجميع بدءا بعميد الكلية الدكتور محمد الفقير التمسماني وانتهاء بالطلبة الحاضرين، كما أشاد بأهمية الكتاب وبمؤلفه الذي يعتبر علَما من الأعلام في مجال التحقيق بالمغرب، كما شكر كل الذين كانوا وراء هذه المأدبة العلمية. رئيس شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة الدكتور أحمد الفراك، قام بتقديم كلمة شكر في حق الكلية والضيوف المشاركين من خارج الوطن ومن داخله، ثم بتقديم نبذة مركزة عن المسيرة العلمية للدكتور خالد زهري؛ الذي فاقت مؤلفاته العشرين مؤلفا في مجالات علمية مختلفة كالفقه والأصول والعقيدة والتحقيق والفهرسة منها: تعليل الشريعة بين السنة والشيعة، والصليبيون الجدد والمسلمون، وفي التحقيق: العلل للحكيم الترمذي، وثلاث عقائد أشعرية الصغرى والحفيدة والمفيدة، وفي الفهرسة فهرس الكتب المخطوطة في أصول الفقه، وفهرس مخطوطات العقيدة الأشعرية وغيرها. بعد ذلك استأنف مسير الندوة الدكتور البختي التعريف والاحتفاء بالكتاب وبصاحبه الذي اعتبره عنصرا فريدا في زمانه، وذكر بالمميزات المعرفية والمنهجية والتقنية للكتاب والتي رفعت من قيمته ووزنه العلمي. وقد تلت كلمته هاته مداخلة محمد أيمن العكتي من الجامعة العالمية لماليزيا (عن بعد)، أشار فيها إلى كفاءة المحقق وخبرته وتمرسه في التحقيق والفهرسة، وأشاد بالكتاب ونوه بحسن صنعته ودقيق منهجه، فيما تعذر تقنيا نقل مشاركة زين العابدين القدحي، الباحث في علم الكلام من ماليزيا. وعقب ذلك، تناول الكلمة الدكتور عبد الغني يحياوي الذي بدأها بكلمة شكر، ثم قدم قراءته للكتاب والتي وصفها بالاحتفالية والاحتفائية، كما وصفها كذلك بالعجلى إلا أنها كانت جامعة مانعة تضمنت جدوى الكتاب، ومنهجه ومضمونه وتقنياته، وأشار إلى جمالية إخراجه التي تفتح النفس لقراءته، لكن كانت له بعض الملاحظات عليه كعدم ذكر المؤلف لبعض الكتب الأصولية التي حققت تحقيقات جيدة، وقد مثل لها بأمثلة. أما الدكتور عبد الله التوراتي من الكلية متعددة التخصصات بالناظور، فكانت مداخلته حول الإشكالات التي يعالجها الكتاب كإشكالات المتن والنسب والفهرسة، وقدم خلاصات مهمة عن الكتاب الذي مثل زبدة عمل وخبرة تفوق العشرين سنة في الفهرسة، ولهذا كان بهذا التألق التقني والعلمي والمنهجي، وشدد على أهمية الوعي بالفهرسة وبالتحقيق وبأهمية الحواشي والطرر في دراسة التراث، واعتبر الكتاب منجما للدراسات الأصولية. وهذا ما أشار إليه كذلك الدكتور الحسان شهيد في مداخلته التي قسمها إلى تمهيد نوه فيه بالعمل، ثم الخصائص والتي حصرها في ثلاث: الخبرة العلمية، النفس النقدي والمراجعة، والاستدلال العلمي. وأما الإشكالات فكانت عبارة عن أسئلة حول الكتاب طرحها على المؤلف كعدم اعتماد الحرف العربي في العنوان. وختم بمجموعة من التوصيات منها: إدراج تدريس مادة التحقيق في كلية أصول الدين. وبعد انتهاء مداخلات المشاركين تناول الكلمة الدكتور خالد زهري الذي عرض مقاصد تأليف كتابه، وحدد أهم ضوابط وقواعد التحقيق، وأشار إلى ما يتطلبه هذا الفن من صبر وصدق واستفراغ جهد، وحب للمخطوط وإخلاص النية لله، وسطر ثلاثة أصول أساسية للعمل بالتحقيق وهي: التقنية، والعلم، والصناعة. ثم تفضل بالإجابة على تساؤلات المتدخلين. وبعد فتح المجال للحضور من أساتذة وطلبة لطرح تساؤلاتهم، قدم زهري إجاباته حول هذا الكتاب التي اعتبر الحاضرون أن الدكتور خالد زهري قد بصم بصمته الفارقة في علم التحقيق بالمغرب، وكتب اسمه بحروف من ذهب في هذا الفن العتيد. * تقرير: نجاة طحطاح