اثارت التصريحات الأخيرة للكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، النعم ميارة، التي دافع فيها عن الاقتطاع من أجور المضربين وهاجم التنسيقيات، (أثارت) استياء الطبقة العاملة، وخاصة رجال ونساء التعليم. رئيس مجلس المستشارين والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، دافع خلال ظهوره في برنامج "حديث مع الصحافة" على القناة الثانية، عن سن قانون للإضراب وعن الاقتطاع من أجور المضربين. وقال ميارة إن الاقتطاع من الأجور أيام الإضراب أمر طبيعي، لأنه إذا كنت مناضلا، يجب أن تتحمل الاقتطاعات، معتبرا أن النقابات غير الجادة والتنسيقيات اتخذت من الإضراب أياما للعطلة. وأكد النقابي ذاته أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لم يكن يوما ضد قانون الإضراب، مؤكدا على أن خلاف نقابته مع الحكومات السابقة حول القانون كان بسبب تمريره إلى مجلس النواب دون استشارة النقابات. وعبر المتحدث عن رفضه لمشاركة التنسيقيات في جلسات الحوار الاجتماعي لأن "ذلك ينافي القانون"، مؤكدا على أن ظهور التنسيقيات هو سبب تمييع العمل النقابي. ردود فعل وفي ردود الفعل، قال عبد الوهاب السحيمي، المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة حاملي الشهادات بالمغرب إن تصريحات ميارة تصريحات مستفزة لعموم الطبقة العاملة، وليس لرجال ونساء التعليم فقط. وقال السحيمي في تصريحات لجريدة العمق، إن ما قاله ميارة يجعلنا نتساءل إذا ما كنا فعلا أمام مسؤول نقابي يدعي الدفاع عن الشغيلة، ويدافع في نفس الوقت عن الاقتطاع من أجور المضربين الذي وصفه السحيمي بغير القانوني. وأضاف هل يعلم ميارة أنه منذ 2011 لم يتم حل أي ملف من الملفات العالفة حتي يدعو الحكومة للاقتطاع من أجور المضربين، مؤكدا أن الواقع هو الذي يفرض الخروج في احتجاجات وخوض إضرابات. وبخصوص التنسيقيات، قال السحيمي إن التنسيقيات هي التي تقود الاحتجاجات اليوم، مشيرا إلى أن ميارة منذ توليه منصب الكاتب العام لم تعلن مركزيته النقابية عن أي إضراب، وهو ما يمكن تفسيره أنه يعيش في عالم آخر، وفق تعبير المتحدث. وتابع المتحدث: إن تأسيس التنسيقيات نتيجة طبيعية لغياب النقابات عن الميدان، مضيفا أن مثل تصريحات ميارة هي التي تدفع الناس لتأسيس المزيد من التنسيقيات، لأن المتضررين لا يمكنهم الوثوق في شخص تصدر منه مثل هذه التصريحات التي تعبر عن موقف حكومي وليس عن موقف نقابي. وختم السحيمي تصريحه بالقول: إن الدولة ليست بحاجة لميارة ليملي عليها ماذا عليها أن تفعل لحل مشاكل الطبقة العاملة، فقد سبق لمسؤولي الدولة أن وقعوا محاضر مع تنسيقيات وعقدوا معها اجتماعات رسمية من أجل وضع حد لمعاناة المنضوين تحت لوائها.