لا زال سكان مدينة الحسيمة يعيشون على وقع الترقب من حدوث هزات أرضية جديدة، بعد ليلة "رعب" عاشوها إثر تسجيل هزات متتالية خلفت تصدعات طفيفة ببعض المنازل، ودفعت الكثيرين إلى للخروج للشوارع مخافة وقوع زلزال عنيف على غرار زلزال 2004 الذي خلف مئات القتلى والمصابين. وفي الوقت التي بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا بالمدينة بعدما عاد أغلب السكان إلى منازلهم، أفادت بالمقابل بعض العائلات في اتصالات لجريدة "العمق"، بأنها نصبت خياما أمام منازلها في ظل حالة الخوف التي تملكتهم من التواجد داخل المنزل. وبالرغم من أن سكان الحسيمة تعودوا على الهزات الأرضية التي تقع بين الفينة والأخرى، إلا أن قوة الهزة التي ضربت المنطقة ليلة أمس، أثارت المخاوف من تكرار سيناريو فاجعة 24 فبراير 2004، وهو ما جعل مجموعة من السكان يخرجون إلى الشارع ليلا وفي الصباح، قبل أن تبدأ الحياة في العودة إلى طبيعتها تدريجيا. وعلمت جريدة "العمق" من مصدر مطلع، أن لجانا تقنية أرسلتها السلطات المحلية للقيام بدوريات في عدد من الأحياء والمنازل لمعاينة الوضع منذ الهزة القوية التي أفزعت السكان، حيث خلصت هذه اللجان إلى عدم وقوع أي خسائر بشرية أو مادية، باستثناء بعد الأضرار الطفيفة بعدد محدود من المنازل. وكشف مصدر الجريدة، أن السلطات عاينت منزلا قديما في منطقة بني بوعياش كانت فيه تصدعات وشقوق، حيث زادت الهزة الأرضية من إبراز تلك التصدعات، مشيرا إلى أن لجنة تقنية عاينت المنزل من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد. وكان المعهد الوطني للجيو-فيزياء قد أعلن عن تسجيل عدد من الهزات الأرضية بإقليميالحسيمة والدريوش، منذ مساء أمس الأربعاء وإلى غاية صباح اليوم الخميس، كانت أقواها هزة ضربت المنطقة زهاء الساعة الثالثة ليلا بلغت قوتها 5.4 درجات على سلم ريشتر. وأفاد عدد من سكان المدينة في منشورات لهم على موقع فيسبوك، بأنهم اضطروا إلى الخروج للشوارع رغم قساوة البرد، منذ حوالي الساعة الثالثة ليلا، مشيرين إلى أن الهزة كانت قوية وأيقظتهم من النوم، كما تداولوا صورا لبعض التصدعات الطفيفة. عبد القادر المرابط، مدير الوكالة الحضرية بالحسيمة سابقا، والذي عايش زلازل 1994 و2004 و2016 بالحسيمة، أوضح أن سكان المدينة تعايشوا مع الهزات الأرضية التي تضرب المنطقة باستمرار، على غرار إقليم الدريوش، مشيرا إلى أن الهزات الجديدة لم تخلف أي أضرار. وقال المرابط في اتصال لجريدة "العمق"، إن سكان المدينة عاشوا خوفا في البداية بعد الهزة التي كانت في حدود الساعة الثالثة ليلا، مشيرا إلى أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في المدينة، اليوم الخميس، وعاد معظم السكان إلى منازلهم في ظل عدم وجود أي خطورة بسبب تلك الهزات. ويرى المتحدث أن زلزال 2004 الذي بلغت قوته 6.3 درجات على سلم ريشتر، كان له وقع كبير في نفوس المواطنين بسبب الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تركها، مضيفا أن الهزات التي عرفتها المنطقة منذ ذاك الحين وإلى اليوم، جعلت الناس تتعايش مع الوضع وتعتبره عاديا. حدير بالذكر أن مدينة الحسيمة وضواحيها شهدت زلزالا عنيفا يوم 24 فبراير 2004، بلغت قوته 6.5 درجة على سلم "ريشتر"، وخلف أزيد من 600 قتيل وزهاء 1000 مصاب، وتشريد آلاف السكان بعد انهيار منازلهم.