ما الذي يجعل صحافة اعتادت التهافت على الفضائح السياسية و الاجتماعية، ان تهتم بالتعليم فجأة؟ ربما لاحظ الجميع ان قضية الاساتذة المتدربين و حراكهم الاحتجاجي الذي تواصل طيلة الاربعة اشهر الماضية صار قضية خصبة للاشاعات و المقالات المغرضة، بل صار بامكاننا القول انها تحولت الى معركة اعلامية منذ بدئها، علما انه قانونيا و ان اردنا ان نحترم القانون فهي محسومة و تصب لصالح هذا الفوج من الاساتذة المتدربين و تجعل الحكومة بمنأى عن هذا الصراع منذ البداية، لكن تعنت الحكومة امام احتجاجات الاساتذة المتواصلة، واستعمال سياسة العصا و الجزرة في مناسبات عدة، لعل آخرها قمع تظاهرات للاساتذة في كل من البيضاء و طنجة و انزكان، بالموازاة مع ترتيب لقاء هجين -كما وصفته آخر بيانات تنسيقية الاساتذة- مع رئيس الحكومة، لقاء تبعه بعد ذلك استدعاء مجموعة من الصحفيين لفيلا الليمون، من طرف الوزير مصطفى الخلفي، حضور صحفي قيل ان الهدف منه هو تقديم توضيحات حكومية حول اللقاء الذي جمع ممثلي الاساتذة المتدربين ورئيس الحكومة. لكن ألم يكن من الاجدر ان تنظم ندوة صحفية تتواصل فيها الحكومة في شخص الناطق الرسمي مع مختلف المنابر الإعلامية و من تم المغاربة في هذا الصدد؟ و بالتالي تجنب اي انتقائية في استدعاء منبر دون آخر، ام ان الامر فيه ما فيه من حملة اعلامية مخطط لها و حرب ضروس تستهدف الضغط النفسي على الاساتذة لجعلهم يستسلمون لاشعوريا لاي عرض يمكن ان تاتي به الحكومة في قادم الايام من أجل حل هذا الملف الذي طال اكثر مما ينبغي. ان الحديث بمنطق ان الصحافة تستهدف الاساتذة او سوف تستهدفهم ليس كلاما يطلق على عواهنه، خاصة اذا لاحظنا ما تبع آخر لقاء بين تمثيلية الاساتذة و رئيس الحكومة، من منابر اعلامية روجت لفشل اللقاء قبل حدوثه، و أخرى اقرت بأن الملف سيتم حله نهائيا، بل ان يطلب رئيس الحكومة التقاط صورة مع تمثيلية الاساتذة، و ترفض هذه الاخيرة، حدث يخفي وراءه ما قيمة الاعلام في هذه القضية و كيف يتم توظيفه كسلطة رابعة لها ما لها و عليها ما عليها.