نظم الأساتذة المتعاقدون، أمس الثلاثاء، مسيرة احتجاجية حاشدة جابت الشوارع الرئيسية بفاس، شارك فيها أساتذة قدموا من أربع جهات هي الشرق وطنجة-تطوان-الحسيمة، والرباط-سلا-القنيطرة، وفاس-مكناس، استجابة لنداء "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد". وخاض المتعاقدون احتجاجاتهم بفاس "إخلاصا لروح شهيد المدرسة العمومية عبد الله حجيلي، وإيمانا منا باستمرارية معركتنا النضالية إلى حين إسقاط مخطط التعاقد وإيقاف نزيف المدرسة العمومية، وتحقيق الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية" وفق تعبير التنسيقية. وكان المجلس الوطني للتنسيقية، قد دعا "كل الأساتذة والأستاذات وأطر الدعم التربوي والاجتماعي والاقتصادي، إلى الحضور الوازن والمكثف في الإنزالين القطبيين يوم الثلاثاء 16 نونبر 2021، بعد أن قرر تغيير شكل الاحتجاج من الإنزال الوطني المسطر سلفا إلى أشكال قطبية بفاسومراكش. المسيرة التي امتدت زهاء 3 ساعات، انطلقت من أمام مبنى الأكاديمية بطريق صفرو، مرورا بمدار "الأطلس" ومدار "الميزان" بمفترق شارعي محمد الخامس والجيش الملكي، ثم مدار "الكرة الأرضية" نقطة التقاء شوارع الجيش الملكي والحسن الثاني وعلال بن عبد الله، إلى أن استقرت بساحة فلورانس وسط المدينة. وفي تصريح للجريدة، قال محمد زريوح المنسق الإقليمي ل"الأساتذة المفروض عليهم التعاقد" بمديرية خريبكة، إن ملفهم لا زال يراوح مكانه، معتبرا أن "الحل الوحيد والأوحد لا يكمن في المقاربة القمعية، بل في الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية". وأشار إلى رفض التنسيقية للصيغة التي تطرحها الوزارة بواسطة النظام الأساسي، موضحا أن هذا الرفض يجد صداه في "الحضور الحاشد للأساتذة والأستاذات في مسيرتي قطبي فاسومراكش، تأكيدا على مسألة أساسية وهي أننا لازلنا في الميدان"، حسب قوله. وتابع قوله: "لا يعقل أن يكون هناك أستاذان في مؤسسة واحدة، أستاذ يشتغل بنظام أساسي مختلف كليا عن أستاذ يشتغل بنظام آخر"، مشددا على "حقهم في أن تكون لهم نفس الحقوق التي يتمتع بها زملاؤهم المرسمين". بدورها، قالت زوهرة سماري، أستاذة بمديرية طنجةأصيلة: "تواجدنا اليوم هنا يأتي دفاعا عن الحق العادل والمشروع في الإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية، ودفاعا عن المدرسة العمومية في شموليتها، مرابطين بفاس في إنزال قطبي من أربع جهات". وتابعت قولها في تصريح للجريدة: "نخوض هذا البرنامج النضالي في العطلة دحضا لبعض المزاعم التي تتهمنا بتغييب استحضار ظرفية التلميذ ومراعاتها، وتأكيدا على أن مصلحة التلميذ من صلب اهتمام الأستاذ وفوق كل اعتبار ومن أجلها نرفع شعار الدفاع عن المدرسة العمومية في شموليتها". وعبرت سماري عن إدانتها لما وصفته ب"الترسيبات الكيدية" لعدد من الأساتذة على مستوى مراكش، قائلة: "كان هدف المباراة هو التوظيف، لكنهم فوجئوا بترسيبات كيدية، ونعلن من فاس تضامننا المبدئي واللامشروط معهم، وأبدا واش غادي نسمحوا فداك الأساتذة". من جانبه، قال محسن زوهري، أحد الأساتذة المتابعين قضائيا، إن هذه المسيرة تأتي "من أجل قضية أساسية وملف مطلبي واحد وهو الإدماج، أما غيرها من القضايا فلا تعدو أن تكون قضايا هامشية بالنسبة لنا، لن ويرهبنا الاعتقال ومصادرة الحق في حرية التعبير ولن يثنينا عن الخروج إلى الميدان إلى حين تحقيق الإدماج".