حديث بلا قيود ما اكثر الانتهازيون هذه الأيام يريدون الصعود في المناصب على حساب الاخرين ثورة ديسمبر المجيدة ثورة الشباب. الحديث عن مقاومة الجماهير الشعبية وقمعها بألفاظ حادة ليس في صالح السودان، إذ لنا أعداء وحساد متربصين يحصون هفواتنا وكبواتنا، ولا يجب أن نعطيهم الأسلحة ليتشفوا فينا، لنا مشاكلنا لا شك في ذلك، وما علينا إلا أن نبدع الحلول لتجاوزها وهو النضال الحقيقي. لا نحتاج إلى التقارير الدولية للوقوف على أمراضنا، نحن نعرفها ويمكننا التغلب عليها بوحدة الصفوف وجمع الكلمة والتنازل عن الأنانية وحب الذات والتحلي بالتواضع والاستقامة والجد والكد والعمل المتواصل والخلق والابداع والقيام بالإصلاحات الضرورية التي تجعل المؤسسات في خدمة الشعب والمصلحة العامة، وجعل الفضاء متسما بالعدل والنزاهة ومخافة الله. لا يخفى على أي مواطنة أو مواطن سوداني أن الحركة السياسية السودانية كلها أصبحت عاجزة عن مخاطبة مشاغل وطموحات وإشكالات المواطنين، فالأحزاب السياسية السودانية تعيش في مرحلة تاريخية مفارقة للعصر ومحنّطة في برامج وهياكل تنظيمية وشخصيات قيادية لعقود من الزمن، نتيجة لذلك فقد اتسعت الهوّة ما بين المنظمات السياسية والشعب، في الآونة الأخيرة اشتدت حركة الرفض من قبل الجمهور والكوادر الحزبية على السواء للمنظمات الحزبية القائمة كافة، ولعل أبرز أسباب ذلك ترجع إلى الآتي: فشل الأحزاب والمنظمات السياسية في وضع برامج تفصيلية مستمدة من منطلقاتها النظرية، واكتفت هذه الأحزاب بعرض المنطلقات الفكرية العامة وهي غير كافية لكي ما يتفاعل معها المواطنون تركيز الخطاب السياسي لهذه الأحزاب على القضايا السياسية الصرفة وإهمال الخطاب للمشاكل المعيشية والحياتية اليومية للمواطنين مما يعزز القناعة عند المواطنين بأن السياسيين هم طلاّب سلطة لأجل السلطة فشل القوى السياسية في أن تطرح نفسها كبديل مقبول عدم مقدرة القوى السياسية على تطوير هياكلها التنظيمية بما يتفق ومطلوبات تفاعلها مع المواطنين وصلت القوى السياسية إلى حالة من الجمود ترقى إلى الموت السريري فأصبحت غير قابلة لأي أفكار جديدة وطاردة لروح الإبداع وغير مستوعبة للكفاءات والقوى الشابة. إن التحول رهين بقوة المومنين الوطنيين، المخلصين للشأن العام، الديمقراطيين الذين يجب عليهم أن يتعاونوا لإنجاح التحول الديموقراطي. كما يجب أن يقود الحكومة الانتقالية السودانية فريق من المشهود لهم بالاستقامة والمصداقية والصراحة، القادرين على قول الحقيقة كما هي، لا يخفون عليه شيئا، مستعدين لحمل العبىء براتب زهيد وبنكران الذات.