اعتبر رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش أن المغاربة اختاروا التغيير خلال استحقاقات 8 شتنبر الأخيرة بإعطائهم المرتبة الأولى لحزب التجمع الوطني للأحرار، كما أكد على أن حكومته ستعطي الأولوية للطابع الاجتماعي. وقال أخنوش في تعقيبه على ردود النواب البرلمانيين على البرنامج الحكومي، اليوم الأربعاء، إن "تصويت المواطنين أظهر توجها واضحا من خلال نسبة التصويت التاريخية التي أفرزتها الانتخابات". وتابع " وفي هذا التوجه هنالك برنامج متقارب بين الأحزاب المشكلة للأغلبية، وأشكر بهذه المناسبة السيد وهبي والسيد بركة لأننا بفضل هذه المجهودات تمكننا من بلوغ ما بلغناه اليوم". كما أبرز أن الأغلبية صاغت البرنامج الحكومي بمنهجية تشاركية بين الأحزاب الثلاثة، وتوصلنا لهذا العرض الحكومي الذي تقدم أمام أنظاركم، بعد صياغة البرنامج قمنا بهندسية حكومية، تتجاوب مع الإشكاليات التي يعاني منها البلد، وهي حكومة تضم كفاءات كبيرة وفي المستوى. وبخصوص اختصاره في الجواب على النواب البرلمانيين، أوضح رئيس الحكومة "أنه كان بإمكانه الحديث مدة ساعتين"، غير أنه "اختار الجواب على الأولويات التي ينتظرها المواطن فقط"، وأشار إلى البرنامج الحكومي "يعالج المشاكل التي تهم المواطن بالأساس وهي الشغل والتعليم والصحة والعلاقة مع الإدارة". وقال إن البرنامج الذي قدمه أمام غرفتي البرلمان في الجلسة المشتركة هو "ليس هو مجمل البرنامج بالتدقيق"، وأن البرلمانيون توصلوا ببرنامج واضح ومدقق ومرقم، وعرضت فيه أرقام واضحة ستأخذها الحكومة على عاتقها. وفيما يخص معدل النمو الذي سيتم تحقيقه في هذه الولاية الحكومية، دعا أخنوش إلى عدم تغليط المواطنين بأرقام مضخمة، وأبرز أن المعدل الذي نص عليه البرنامج الحكومي هو 4 في المائة. وشدد على أن الحكومة اختارت الوضوح مع المواطنين، وأنها سطرت معدل 4 في المائة بناء على المعطيات الوبائية المتوفرة وكذا في ظل "عدم القدرة على توقع تطورات الجائحة"، مضيفا أن "4 في المائة تعد إنجازا في ظل الوضعية الراهنة، وكذا بالمقارنة مع معدلات النمو في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تتراوح كلها ما بين 2 و3 في المائة". غير أن رئيس الحكومة لم يبد تشاؤما في توقعاته، وأبرز أنه بعد تجاوز أزمة "كوفيد19" سيكون الأصل هو رفع معدل النمو بقوله "نهار نخرجو من إشكالية الوباء، لا يمكن إلا أن يرتفع النمو". أما فيما يخص ملف الأساتذة المتعاقدين، فقد وعد أخنوش بحل الملف عبر الحوار وبالنظر في القضية مع وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، كما تعهد بفتح باب الحوار مع الأساتذة المتعاقدين من أجل رؤية ما يمكن فعله وما لا يمكن فعله. ودعا رئيس الحكومة المركزيات النقابية إلى التعاون مع المشروع الاجتماعي للحكومة، مشدد على حاجة الحكومة للنقابات من أجل إنجاح الورش، كما تعهد بتبني "خطاب معقول وصريح"، وخاطبها بقوله "سوف نتحاور معكم بكلام معقول، اللي نقدرو نديروها غنديروها، واللي مقدرناش نقولو لكم منقدروش، لن نضيع وقتكم ولن تضيعوا وقتنا".