تنزيلا لما جاء في مقتضيات الدستور المغربي لسنة 2011، واعتمادا لما أسفرت عنه الانتخابات التشريعية من نتائج، فقد قام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم أمس الجمعة، بإسناد مهمة رئاسة الحكومة المغربية، للسيد عزيز أخنوش أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار، وقد كان ذلك بعد حلوله ضيفا على أمير المؤمنين بالقصر الملكي. و قد تم تكليف رجل الأعمال الناجح السيد عزيز أخنوش بتشكيل الحكومة المرتقبة، تطبيقا لمقتضيات الفصل 47 من الدستور المغربي ، المسؤولية التي أبان الأمين العام لحزب الحمامة عن استعداده الكبير لتحملها، و كله عزم على تكوين فريق حكومي قادر على تحقيق تطلعات الشعب المغربي بمختلف شرائحه، و الذي يتضح من خلال نتائج الانتخابات المعلنة ، أن كافة أفراده يولون ثقة كبيرة في حزب التجمع الوطني للأحرار، و صدق أمانة السيد عزيز أخنوش ككل ، الرجل الذي أظهر عن انفتاحه السياسي الكبير، حينما جعل باب تحالف حزب الحمامة قابلا لكل الاحتمالات، سيما مع الأحزاب السياسية الوطنية التي تحمل نفس مبادئه و اهتمامه بهموم الشعب المغربي. و يعد حزب التجمع الوطني للأحرار من بين أكثر الأحزاب الوطنية، التي تفضلت بتقديم برنامج انتخابي واعد، بحيث كان قد التزم خلال حملته الانتخابية بالعديد من الأهداف، التي يطمح نحو تحقيقها خدمة للشعب المغربي الوفي، و التي تعلق بعضها بخلق مليون فرصة عمل، و الدأب على تعزيز الاقتصاد الوطني للخروج من الأزمة التي أودت بنا إليها جائحة كورونا، و كذلك التحسين من نظام التأمين الصحي و تغطيته، بالإضافة إلى العمل على الزيادة في راتب رجال و نساء التعليم، وكذا تقديم إصلاح في معاش المتقاعدين و توجيه اعانات مادية لكبار السن. و من المرتقب أن يبدأ السيد عزيز أخنوش مشاوراته الحكومية، مع بقية الفرق السياسية المغربية بداية من الايام القليلة القادمة، بغية بناء تشكيل حكومي سيعتبر حزب المصباح أبرز الغائبين عنه ، وذلك بعدما أكدته قيادة الحزب يوم الخميس ، في تعبير صريح عن استعدادها التام للعودة الى صفوف المعارضة، و ذلك على إثر الهزيمة الانتخابية المدوية التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية، و الذي كان يقود الحكومة المغربية لمدة ولايتين أي طيلة عقد من الزمن، و قد عرفت مشاركة حزب التجمع الوطني للأحرار بعدة حقائب وزارية مهمة للغاية، و التي بصم المكلفون بمهامها عن نجاحهم الكبير في تدبيرها، على الرغم من قيادة حزب البيجيدي الفاشلة للحكومة. وباعتبار حزب الأصالة و المعاصرة قد حل في المرتبة الثانية بما مجموعه 86 مقعدا، و حزب الاستقلال ثالثا بما تحصيله 81 مقعدا، فإن الشارع المغربي ينتظر مشاركة هذين الحزبين أو أحدهما على الأقل، في التحالف الحكومي المقابل الذي سيقوده حزب الحمامة برئاسة السيد عزيز أخنوش، كما أن الدعوة ستظل مفتوحة على مصراعيها للتحالف مع بقية الأحزاب الوطنية، والتي أظهرت بدورها أثناء حملتها الانتخابية عن استعدادها الكامل لخدمة الشعب المغرب.