ان تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار الكاسح للانتخابات المغربية التشريعية ، لا يمكن اعتباره فوزا سياسيا لمناضلي و مناضلات الحزب وحدهم ، و انما هو انتصار للشعب المغربي قاطبة بكل شرائحه و فئاته، مواطنو هذا البلد الحبيب الذين أبانوا عن وعيهم بالخيار الديمقراطي ، حين عبروا عن رغبتهم في احداث تغيير بالخارطة السياسية المغربية ، فحلول حزب التجمع الوطني للأحرار في مركز الريادة، برسم الانتخابات التشريعية للثامن من شتنبر سنة 2021 لم يأت من وحي الصدفة ، و انما رغبة من الشعب المغربي في إنجاح المسار الديمقراطي لبلدهم الحبيب، في تحد واضح منه لكافة العراقيل التي واجهته طيلة الفترة الماضية ، و على وجه التحديد تللك المتعلقة بما عاناه من أزمة كورونا الخانقة و لا زال يفعل، على أمل أن تحقق له الحكومة المرتقب تشكيلها في قادم الأسابيع ما يتطلع اليه من متطلبات. توافد المواطنين المغاربة بما يصل عدده الى أكثر من ثمانية ملايين ناخب وناخبة على صناديق الاقتراع، يؤكد لنا بأن ثمة صحوة سياسية شعبية في المجتمع المغربي ، سيما و أن التحصيل الذي أفرزته لنا قرارات المواطن ، يعبر عن ارادته الكبيرة و القوية في التغيير ، و هذا ما توضحه لنا الثقة المستحقة لحزب التجمع الوطني للأحرار ، و التي ارتأت الجماهير الشعبية منحه استحقاقها بعد تأكدها من جدارته بها. لقد كانت خمس سنوات من العمل الجاد و المتواصل لهيئات حزب التجمع الوطني للأحرار، كفيلة بأن تستقطب الشعب المغربي لقول كلمته عند نهاية المطاف، و اختياره حزب الحمامة كأحسن بديل يرقى من خلاله لتحقيق تطلعاته ذات الأبعاد المختلفة و الغايات المتعددة، ما يضعنا أمام الصورة المشرقة التي يتجه الينا بلدنا الحبيب في تعزيز مسلسله الديمقراطي، وذلك بالقيادة الحكيمة و الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. هذا و يتوقع من الحزب أن يكون عند حسن ظن المواطنين و المواطنات ، من خلال ما يظهر عليه من استعداده الواضح، للعمل مع باقي الأحزاب السياسية المغربية، التي تتوافق مع مبادئه الوطنية عامة و برامجه خاصة، و ذلك تأكيدا منه على رغبته الملحة في كسب رهان التحديات التي تنتظره خلال الولاية الحكومية المنتظرة. هذا وأن حزب التجمع الوطني للأحرار، و على غرار بقية الأحزاب الوطنية المغربية، لم يكن دافعه يوما خلق صراع سياسي مع أي من التيارات الأخرى ، و ان كانت تتعارض معه من حيث المرجعية أو الرؤية السياسية، بل لطالما كانت غايته الأساس و الأسمى خدمة الشعب المغربي و مصالحه في شتى المجالات و الميادين، و هذا ما جعل من حزب التجمع الوطني للأحرار يحرز تقدما سياسيا و يكسب ثقة شعبية من المواطنين المغاربة ، بل هو ما أدى الى نجاحه في إعادة بناء صرح سياسي عتيد، بقيادة أمينه العام السيد عزيز أخنوش و كافة المناضلين و المناضلات التجمعيين. و للإيفاء بالالتزامات التي قطعها حزب الحمامة في برنامجه الانتخابي مع الشعب المغربي ، فانه سيكون على موعد مع محادثات و تشاورات رفقة بقية الفرق السياسية التي ضمنت تواجدها بمجلس الأمة، و هذا حتى يتمكن من تشكيل حكومة ذات أغلبية منسجمة ، يستطيع على اثرها بناء عمل حكومي واعد، ينسي الشعب المغربي انتكاسات المرحلة السابقة، و هذا ما نترقب حرص حزب الحمامة عليه أثناء عملية تأسيسه للتحالف الحكومي ، انتقاء شركاء سياسيين قادرين على مواكبة تطلعات المجتمع المغربي نحو احداث إصلاحات سياسية و اجتماعية ، تجنبا للوقوع في الانشقاقات التي سبق للعمل الحكومي السابق و بقيادة حزب العدالة و التنمية أن عانى منها. و لأن قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار تملك وعيا كاملا بما ينتظره المواطنون و المواطنات من خدمات ، و المتمحورة جلها في توفير ظروف العيش الكريم و ضمان الاستقرار الاجتماعي لهم كافة ، فان الأولوية ستعطى لاحتياجات الشعب المغربي من طرف الحكومة المرتقب تشكيلها.