ترسخ إنشاء مدينة السمارة بعمق الصحراء المغربية منذ حقبة مديدة من زمن حافل بالعديد من المحافل التاريخية. السُّمَيراء السمارة هي مدينة مغربية تحدها شمالا آسا الزاك وطنطان، ومن الجنوب إقليم بوجدور والحدود الموريتانية، وغربا مدينة العيون ومن الشرق الحدود الجزائرية والموريتانية. أطلق عليها اسم السمارة نظرا لتواجد نبات "السمار" على طول وادي سلوان، ولها تسميات عديدة مثل "الصمارة" و"السميراء". وتعتبر مدينة السمارة حاليا، آخر مركز حضاري تم بناؤه في العصر العلوي قبل عهد الحماية. فهي القلب النابض للصحراء المغربية بمنطقة الساقية الحمراء. أما بناؤها فكان بمبادرة من مؤسسها "الشيخ ماء العينين" وبدعم علوي متواصل أمر به السلطان بنفسه. مؤسسها الحقيقي ذكر الدكتور "ابراهيم حركات" في كتابه "المغرب عبر التاريخ" أنه يجب التمييز بين مؤسسي أسرة ماء العينين، وجدهم هو محمد فاضل الذي أسس الطريقة الفاضلية السنية، وأبرز أنجاله العديدين هو "مصطفى محمد" المعروف بالشيخ ماء العينين، المزداد سنة 1254/1838 وهو مؤسس السمارة. منارة العلم حرص العلويون على أن تكون مدينة السمارة رباطا فكريا وروحيا وعلميا ودينيا. كما أهلوها لتكون حصنا منيعا يتحرك ضد الإحتلال الأجنبي، كما كانت حلقة وصل بين موريطانيا والجارة الشرقية. وكان للسمارة سنة 1904 طابع "المدشر" وبعد ذلك شيد بها 18 قصرا على شكل قصور صحراوية يتوسطها قصر الشيخ ماء العينين. ولبناء السمارة تم استقدام مواد البناء من طنجة وتطوان وطرفاية، كما أنشأ الشيخ ماء العينين فيها مدرسة علمية أنجبت العديد من التلاميذ منهم من ينتمي إلى أسرته ومنهم من كانوا مقبلين من موريتانيا والأقطاب المجاورة. وفي عام 1906 دخلت السمارة تحت الإدارة المركزية بشكل مباشر، بعد تعيين الأمير مولاي ادريس الذس حضر على رأس كتيبة من الجيش وقواد عينهم السلطان في المناطق الصحراوية.