في سلوك ينم عن حقد دفين وعداء كبير للمغرب، حتى وهو في أزمة تقتضي تجاوز الخلافات، تحاشى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في خطابه أمس حول حرائق الغابات، الحديث عن المساعدة التي قدمتها المملكة للجارة الشرقية للمشاركة في إخماد الحرائق. وأعطى الملك محمد السادس، تعليماته لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المملكة المغربية لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تجتاح العديد من مناطق البلاد، في انتظار موافقة السلطات الجزائرية. الجزائر تتجاهل وضع المغرب طائرتين رهن إشاراتها لإخماد حرائق الغابات وكشف خطاب تبون، أمس الخميس، أن النظام الجزائري يرفض أي مساعدة من المغرب، حيث تجاهل تبون الإشارة للمبادرة الملكية بإرسال طائرتين "كاندير" متخصصتين في إخماد الحرائق، وبالمقابل قال الرئيس الجزائري، إنه اتصل بالدول الأوروبية الصديقة من اجل اقتناء طائرات إخماد الحريق. وتأسف تبون لعدم استجابة هذه الدول إذ قال: "مع الأسف، ولا دولة استجابت لطلبنا لأن كل الطائرات الأوروبية من هذا النوع كانت آنذاك متمركزة في اليونان وتركيا" التي عرفت هي الأخرى اندلاع حرائق مهولة. وزاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن الجيش الوطني الشعبي سخر "ما يقارب ست مروحيات لإطفاء النيران"، فضلا عن إعطائه تعليماته للجيش بالشروع في اتصالات لاقتناء طائرات إخماد الحرائق. والتي يتوفر الجيش المغربي على 6 منها. وأشار تبون إلى أن "حجم هذه الحرائق التي مست تقريبا 14 ولاية في نفس الوقت، لسنا متعودين عليه"، إذ "تم تسجيل، يوم 9 غشت، 14 حريقا في 14 ولاية و33 بلدية، وفي 11 أوت تمركزت الحرائق في ولايتين و20 بلدية". يشار إلى أن حصيلة ضحايا حرائق الغابات في مناطق عدة بالجزائر ارتفعت إلى 69، بعد تسجيل 4 وفيات جديدة ظهيرة أمس الأربعاء في بجاية.