"التبوريدة فموريتانيا و الخيل فالرباط وثاقو ، و قال آخر عز الخيل مرابطها ". و يتساءل مرة أخرى ذلك الطفل البريء في أعماقنا، هل فعلا أننا على صواب حينما عقلناها برأس الملك و هنا مربط الفرس ؟ نعم، لقد أعلنها القائد أو صاحب الفقراء كما يحب أن ينادى صراحة لكن هذه المرة على شكل استقالة من مهزلة النفاق السياسي العربي العريض، حينما انصاع إلى إرادة و مصلحة الظرفية الوطنية العليا تحت عنوان " كلها يقرا فلوحتو "، ضرب القائد الملك بعرض الحائط قمة الجامعة العربية لسبب أدركه بعد حين جل إخواننا المصريين و أشقائهم الجزائريون اللذين بادر بعضهم على عجلة من أمره مشرعا أسلحته الهجومية المعتادة ضد هذا القرار المغربي الشجاع، حيث أراد المغرب أن يقول عبره أن نِصابكم لم يعد مُغري أو مُحفز لنا، كون أن أغلب الدول المشاركة قد أضحت دولا بلا سيادة كاملة لا على نفسها و لا على شعوبها فكيف لها أن تكون لها الكلمة لتمثله خِداعا، بل ذهب بعضنا إلى تحليل في عمق القرار أن القمة لم يعد لها نفع حينما لم تُعقد بأشكال استعجالية " اقتداء بمجلس الأمن الداولي حقي " تزامنا و آخر أزمات دول عربية شُتت و منها من هي منقلبة رأسا على عقب لحد الساعة. تساؤلات تمس الجرح سأتنزه عن طرحها ، و أخرى قد أتنزه إجابة عنها ليجيب عنها قارئ هذا النص الشجاع، لقد كانت الشقيقة مصر العربية و عبر عقود ليست بالهينة عنوانا لسرب " التبوريدا " بلون عربي لكن ينقصه روح " التبوريدا المغربية على حقها و طريقها". و مع كل هذا بات تساءل يلوح في الأفق بين الفينة و الأخرى، هل مؤسسة اللعبة العربية و حاضنتها لازالت دولة ذات سادة في وقتنا الراهن ؟ ابحث عن سوريا ثم تساءل من سيمثلها و التفت يمينا مقتفيا أثر لبنان التائه فمن رأى منكم هلال حومته فل يُخبر ! ثم التفت يسارا مناديا عن ليبيا المقطعة أوصالها ثم أخبرني كذلك من سيحضر عنها ؟ و أما سوريا و اليمن الجريحتين بنزيفهما الداخلي من يبالي بأمرهما ، و اذكر و حدث فلا حرج عن فلسطين و العراق و مالي و السودان و أضف واو العطف على " بورما " و لو أنها أمة ذات لسان أعجمي ، كلها دول ضُربت في الخلاط و مع ذلك لم يشبع المهندس من عصيرها المتدفق. و أما المواليد الجدد أو الدويلات الجديدة أو ما سمي بالدويلات الأعجمية اللسان و العربية الجغرافيا ، تلك الحالمة بالسيادة و مقعد بين الكبار كأكراد العراق و جنوب السودان ، لأمر يجعلنا نتساءل هل سنكون مضطرين لإنشاء جامعة نسميها جامعة " الويلات " عفوا الدويلات الوليدة داخل المنظومة العربية !!! كلما تعمقت في الطرح لكما تجلت عشرات التساؤلات المخجلة... لم يعد النصاب مكتملا إذن ، و إن صح مقالي لم يكن للنصاب وجود في حد ذاته و مع ذلك " سايس " المغرب ذلك الأحمق لعله " ينطق " لسنوات طوال لكن الساكت عن الحق شيطان أخرس لا أنطقه ربه. لقد فضلت الجامعة عبر قممها لسنين طويلة التهرب و التملص من أهم قضايا الدول العربية ذات ثقل ووزن فاعل في منظومتها و جسدها العليل. إذن لما نستمر في ضياع الوقت في نضر المغرب و ساسته ؟ لقد بات تنظيم مهرجان " موازين " أو مهرجان مراكش للفيلم الدولي أو فتح جسر العبور لإقامة ليلة "الهيلولة " ،أجدر نفعا من هذه القمة العربية حيث لم ترقى هذه القمة الكئيبة في مضامينها و قراراتها و صورها الدولية و الإقليمية إلى متطلبات شعوبها . قرار " اذهبوا فانتم الطلقاء " سُنة حميدة و دراسة تلتها نضرة بعمق استحضر فيها المُقرر نتائج الماضي و مكتسبات الواقع وتطلعات الغد التي روجها ذلك العربي المنهزم، حيث عُقدت جل القمم مقدمة نقاشات حادة ثم رسائل يليها صور " سيلفي " و بعدها ما لذ و طاب من أكل شراب و ختامه مسك تحت طاولة الصفقات الشخصية بين الحاضرين و انتهاء عند عتبة إنزال الستار المسرحي البائس ككل مرة لتُغنى أنشودة " بيان شجب و تنديد " و كلها يقصد صلاح بلادو... لا و ألف لا ، اذهبوا فأنتم الطلقاء. ثم إن " التبوريدا " حاصلة و هذا هو المهم عندهم و ليس عندنا ، لقد رأينا نَقعها و سمعنا طلقاتها في كل الأرجاء، يسمون أنفسهم بالفرسان ثم لغو في منطق العولمة أو المظلمة إكراما لفرعنة المشهد و ما يشهد. صاحبهم بدون لحية و صاحبنا لا زال بنا يحيا ، فيحيا من قرر و يحيا من أيد . كلام تملئه المعاني و " الطنز " المغربي الشهير، و للفاهم أن يفهم ... " لن تحتاج إلى مُشفر القنوات – باين القطري – لتفهم معان النص بقدر ما أنت محتاج لاستحضار شيطان تفكيرهم للحظات قلائل. مرة أخرى اذهبوا فأنتم الطلقاء ...