الإدارة التربوية ليست هي إفراغ الفصول الدراسية من أستاذات وأساتذة في مقتبل العمر، وهم في قمة العطاء التربوي، فالفراغ على ما يبدو أضحى مرتبطا أكثر بالتعليم الابتدائي، إذ، الكل يريد الهروب من هذا السلك، سواء بمباريات التفتيش أو تغيير الإطار أو الالتحاق بالإدارة، في حين يترك شيوخ المهنة، الذين تراجعت قدراتهم النفسية والجسمية على تحمل العمل داخل الفصول الدراسية. لذا، نقترح جعل منصب الإدارة التربوية مفتوحا في وجه من تجاوز عمله داخل الفصل الدراسي 15 سنة، بحيث يكون الراغب في الالتحاق بالإدارة قد تمكن من اكتساب خبرات تواصلية، تربوية، ميدانية مع الجميع، مع تعديل المرسوم من خلال الاعتماد على التكوين المستمر، الذي أثبت نجاعته، أو الاسناد وفق شروط تساوي بين جميع أفراد هيئة التدريس، أو اخراج مرسوم آخر مكمل يستند على الأقدمية والتكوين المستمر والقدرة على التواصل الميداني وليس النظري! مع احترام مبدأ التعيين في الأسلاك حسب السلك الذي كان يدرس به المدرس!. الطريقة الحالية ستظهر الخلل مستقبلا! فالتفكير في المرونة بخصوص إمكانية عودة أهل الإدارة إلى الفصول الدراسية في حالة وقع عارض ما، خير من وقوف القانون سدا منيعا أمام هذا الوضع، ومن تم فلربما تقع بعض التجاوزات فتفرغ الإدارة والفصول من الأطر معا، والكل يشهد على الخصاص الكبير والمرتقب في هيأة التدريس مستقبلا. وما الاحتجاجات الحالية وغموض الرؤى في المستقبل إلا دليل على وجوب النظر في المرسوم، وأهدافه، ونواقصه، من جديد. مع إنصاف من أسندت لهم الإدارة، بمراسيم تحصنهم من كل التجاوزات، وتعطيهم المكانة التربوية اللائقة المبنية على مهارتي حسن التدبير وحل المشاكل بعيدا عن الصراع وشد الحبل مع الاطر التربوية وغيرها، وذلك في إطار مطابقة الحقوق مع الواجبات للجميع! أما من يدافع عن المهننة، فالمهننة الحقيقية هي تدعيم التكوين المستمر، وعدم الفصل والقطع النهائي مع الإدارة التربوية والعمل داخل الفصول المدرسية. المدرسة حياة في نهاية المطاف، فلا تحتاج للقطع والفصل!