تصوير ومونتاج: أشرف دقاق لم تقف الإعاقة حاجزا أمام رشيد عكيف، بل كانت دافعا لاكتشاف موهبته الموسيقية، وسببا في التميز…"رشيد عكيف"، كفيف، فقد بصره بسبب حادثة سير وهو في مقتبل العمر، حين كان يسوق دراجته النارية، في لحظات استمرت لأعوام اعتبر رشيد عكيف نفسه ميتا، إنتهت حياته بنهاية آخر ضوء رآه قبل الحادث الأليم. اعتكف في بيته لست سنوات، توقف عن الدراسة، حيث كان يدرس حينها بمستوى الرابعة اعدادي، عانى الكثير، فكانت الموسيقى سلواه الوحيدة. في يوم إنتبه أخوه إلى وجود مكفوفين بمعهد مولاي رشيد بالبيضاء، فاقترح عليه الانضمام إليهم…ليبدأ حياة جديدة…هناك احترف الموسيقى..اشتغل في المعهد كمدرس..تم تزوج وهو الآن أب لأربع فتيات أكبرهن حصلت على الماستر في الاقتصاد. خرج رشيد من عزلته، وتعلم طريقة برايل، حينها انتبه إلى أن إعاقته لن تعجزه على تحقيق النجاح، صار يعتمد على نفسه في كل شيء، يصلح أي شيء تعرض للعطب في بيته. في حديث مع موقع "العمق"الإلكتروني، عاد بنا "رشيد عكيف" إلى ذكريات معهد مولاي رشيد الذي تخرج منه عدد كبير من الأشخاص، حكى عن المساعدات الكبيرة التي كان كل من الموسيقار الحاج يونس، وبوشعيب الراضي إليه، وإلى صعوبات ساهموا في تبديدها…يقول:" كنت أمتطي الحافلة.. وأحمل معي مسجلة كبيرة في حقيبة لكي أسجل المقطوعات الموسيقية دون أي إحساس بالتعب أو عدم الرضى". بالرغم من الصعوبات التي اعترضت، وتعترض حياته ككفيف، مثل الولوجيات، أو سحب مبلغ مالي من البنك الذي يحتاج إلى شاهدين..إلا أن رشيد وبكل عزم يخط مسار حياته، وانطلق نحو طريق النجاح بلا رجعة. صار "رشيد" موسيقيا بارعا في مجاله، ورب |أسرة ناجح همه تعليم أبنائه والوصول بهم إلى الأمام..حقق الكثير، ولازال يطمح لنجاحات أكبر، ويتمنى أن يحج وزوجته إلى بيت الله الحرام. في شهادة ل"محمد حمزة البوخليفي"، مدير المركب الثقافي عبد الله العروي بأزمور، قال هذا الأخير :" رشيد إنسان ملتزم، نبيه، مثقف، متمرس، شغوف …". وأضاف البوخليفي في حديثه مع "العمق" صحيح أن "رشيد من ذوي الاحتياجات الخاصة لكن منذ تعرفي عليه منذ ست سنوات مضت، لم ألمس ذلك بسبب عزيمته القوية، هو رجل طيب متمرس، ومتمكن..ذو حمولة فكرية قوية، ويتعامل مع كل الأمور بجدية واهتمام..يستطيع العزف بيده اليمنى أو اليسرى. يقول مدير المركب الثقافي عبد الله العروي بأزمور: "رشيد إنسان نبيه، مثقف، بارع في العزف لدرجة أنني قلت له يوما "أعتقد أنك ترى كل شيئ" لأنه ينتبه لأدق التفاصيل. "رشيد عكيف" من أصحاب الهمم..واجه إعاقته وثبت ذاته..ليقول لا شيئ مستحيل مع الكفاح وتحدى الظروف، ليصير قدوة ومثالا يحتذى بتجربته.