تتوالى الصفعات على وجه جبهة البوليساريو والجزائر من كل صوب وحدب، غير أن أشدها، قادم من الجارة الجنوبية للمغرب، موريتانيا، التي تستعد قريبا لإعلان سحب اعترافها بهذا الكيان الوهمي قبل انتهاء فترة رئاسة الرئيس الحالي ولد الغزواني. وتحدثت مصادر موريتانية، أمس الأربعاء، عن كون الرئيس ولد الغزواني يتجه إلى اتخاذ قرار تاريخي يستند إلى "مرجعية الأممالمتحدة التي لا تعترف بالجمهورية التي أعلنتها البوليساريو وقرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة حول القضية". ونقلت صحيفة، "أنباء أنفو" الموريتانية، عن مصدر مسؤول قوله، إن جميع الحكومات التي توالت بعد حكومة الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، الموالي لجبهة البوليساريو، لم تكن راضية أصلاً، عن قرار الاعتراف الذي وجدته أمامها. وبحسب المصدر ذاته، فإن خشية موريتانيا أن يتسبب التراجع عن الاعتراف بالجبهة الانفصالية إلى ردَّات فعل من البوليساريو بدعم عسكري جزائري، الجيش الموريتاني لم يكن- آنذاك- مجهزا عسكريا لمواجهتها. وشدد على أن موريتانيا عام 2021 ليست هي عام 1978 لقد أصبحت دولة قوية على المستوى الإقليمي وتم تصنيف مستوى تسلح جيشها الوطني في مقدمة جيوش القارة بعد أن كان في الفترة المذكورة خارج دائرة التصنيف. موريتانيا التي أصبحت قوة عسكرية في منطقة الساحل الإفريقي، يضيف المصدر المسؤول، قادرة على اتخاذ القرار التاريخي الذي يخدم مصالحها الجيو-سياسية الإستراتيجية ومصالح استقرار وأمن المنطقة بأسرها بعيدا عن الضغوط وهيمنة" الخوف". واعتبر المصدر نفسه، أن قرار موريتانيا المرتقب سيصحح موقعها المحايد حيث هي قبل ذلك غير محايدة في نظر القانون الدولي وفي العلاقات الدولية ومدلولاته القانونية والسياسية، لأن الاعتراف بكيان ما في القانون الدولي هو اعتراف بشرعيته وبحقه في الوجود قانونيا وسياسيا.