دخل المصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، على خط الجدل الذي أحدثته قناة "الشروق" الجزائرية، بعد تطاولها على الملك محمد السادس، في إحدى برامجها. واعتبر الرميد أن التطاول من طرف أي كان، "على مؤسسات بلادنا، ورموزنا الوطنية، وعلى رأسها جلالة الملك، أمر لا يمكن قبوله، ولا السكوت عليه". وقال الرميد: "أن يتفق المغاربة أو يختلفون، فذلك شأنهم، يتوافقون أو يتعارضون، فذلك حقهم، وفي النهاية لايمكن أن يكون ذلك إلا تعبيرا عن قوة الدولة، ومتانة مؤسساتها، وحيوية المجتمع ومكوناته". وأضاف في تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "فليكن موقفنا واحدا موحدا، رافضا لهذا التطاول والتجاوز.. ليكن موقفنا حاميا لمؤسساتنا، مدافعا عن حياض رموز بلادنا.. وليخسئ الخصوم، وليخب سعي المتربصين". ورد الآلاف من المغاربة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على قناة "الشروق" الجزائرية، بعد تطاولها على الملك محمد السادس، بوسم "ملكنا خط أحمر" الذي تصدر الترند على موقع "تويتر" وندد النشطاء المغاربة بإنعان الإعلام الجزائري في الإساءة لمقدساتهم، فيما هدد بعضهم بالرد على القناة الجزائرية عن طريق قرصنة موقعها وحساباتها على الأنترنت. تنديد واسع في السياق ذاته، قال أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق بمدينة المحمدية، عمر الشرقاوي إن ما قامت به "الشروق" يعني أن الجارة الشرقية "فقدت كل الاخلاق وتحول إعلامها إلى حيوان مسعور ينهش كل شيء ويعتدي على كل الحدود". وكتب الشرقاوي في تدوينة، "تظل الدول تختلف ويتفق وستظل تفعل ذلك طوال تاريخهم وأيا كان نوع هذا الخلاف، سواء كان على مصالح أو علاقات أو أطماع أو حقوق أو غير ذلك، إلا أن أخلاق الدول التي تقرها مبادئ حست الجوار وتحميها القوانين الوطنية والدولية تضع للخلافات أطرا مُحددة وخطوطا حمراء يجب عدم تجاوزها". واسترسل "لذلك تجد القانون الجنائي المغربي يحمي رؤساء الدول ورموز سيادة الدول من الإساءة الداخلية ويجعل صاحبها موضوع متابعة لأننا في دولة ذات أخلاق". وتابع "المصيبة أن إعلام العسكر يعوض على خسارة بلاده دبلوماسيا وسياسيا وتنمويا بانتصار وهمي يجعله سخرية للعالمين بدل أن يسخر من الآخرين". ووصف الشرقاوي الجزائر بأنها أصبحت "دولة مجنونة قطعت كل الحبال ومستعدة لفعل أي شيء دون أي اعتبار. اللهم عافي أشقاءنا من الحمق والجنون". وعلى هشتاغ "ملكنا خط أحمر"، كتب ناشط مغربي "صدق جلالة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله حينما قال : لا نريد للعالم أن يعترف بمغربية الصحراء فنحن في صحرائنا بل نريد من العالم أن يعرف من هم الجيران الذي حشرنا الله بجانبهم". وعلى منوال "الهشتاغ" ذاته نسجت ناشطة أخرى قائلة "خاوا_خاوا على عينينا ولكن وحدتنا وكرامتنا خط أحمر وملكنا فوق رؤوسنا وفي قلوبناّ". فيما اعتبر ناشط آخر أن "قناة الصرف الصحي تلك لا تشرف بلد المليون شهيد"، في إشارة إلى قناة الشروق الجزائرية. ودعا آخر إعلام الجارة الشرقية للمغرب إلى الاهتمام بشؤون بلده، مشددا "لن نقبل أي تطاول على رمز الدولة المغربية.. والصحراء مغربية وستظل مغربية". فيما اعتبرت ناشطة مغربية أن "الحملة المسعورة التي شنتها الجارة الجزائر تفضح ضعف قدرة جنرالاتها على تقبل نجاحات الدبلوماسية المغربية في تعزيز الوحدة الترابية". واسترسلت "عذرا يا جارة إن الهجوم على رمز من رموز الوطن لن يوقف مسلسل التنمية ببلدنا، ولن يصيب أبنائنا الغاضبين بمخيمات الاستغلال بالعمى، فقد باتو يعلمون جيدا أن الحياة بمدينة العيون لا تشبه العيش وسط عفن المخيمات، وأن الكرامة طريقها تؤدي الى الوطن الغفور الرحيم". وأضافت "باتو يعلمون أنكم تعيشون على الإعانات الدولية التي تحتجزها عصابة الجنرالات في ميناء وهران ثم يعيدون بيعها لشعبكم، ويعلمون أن فاقد الشيء لا يعطيه لأن الجائع تكاد تظهر له الحقيقة على شكل رغيف". وكانت قناة الشروق الجزائرية قد بثت حلقة من برنامج يقلد برنامج "لي كينيول" الفرنسي"، وتطاول مقم البرنامج وضيوفه على الملك محمد السادس بشكل فج، وهو ما أثار غضب العديد من المغاربة.