رحب محمد بوشوف، والد الطفل عدنان بوشوف، بقرار غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة بالحكم بالإعدام في حق المتهم الرئيسي في جريمة اغتصاب وقتل ابنه، والتي هزت الرأي العام الوطني والدولي. وقال والد الطفل الراحل في اتصال مقتضب لجريدة "العمق"، إن حكم الإعدام بحق المتهم الرئيسي في قتل ابنه، أنصف أسرته، قائلا: "الحمد لله كنا ننتظر هذا الحكم بفارغ الصبر، وقد أنصفنا". وأضاف محمد بوشوف، أن حكم الإعدام أراحه وأراح عائلته وكل سكان مدينة طنجة، مشيرا إلى أن الملف سيستمر في القضاء من خلال مرحلة الاستئناف. وكانت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، قد قضت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بالحكم بالإعدام في حق قاتل الطفل عدنان بوشوف، كما أدانت 3 متهمين آخرين كانوا يقطنون مع المتهم الرئيسي بنفس المنزل مسرح الجريمة، بأربعة أشهر حبسا نافذا بتهمة عدم التبليغ عن جناية. وفي هذا الإطار، اعتبر الفاعل الجمعوي والحقوقي عبد العالي الرامي، أن حكم الإعدام سيكون منصفا وسيريح روح الطفل عدنان وأسرته، بالنظر إلى كون الجريمة مكتملة العناصر، داعيا إلى ضرورة تنفيذ هذا الحكم على أرض الوضع ليكون عبرة لكل من سولت له نفسه اغتصاب الأطفال وقتلهم. وأضاف رئيس جمعية منتدى الطفولة، في اتصال لجريدة "العمق"، أنه لا مجال للتسامح مع الوحوش الآدمية، مطالبا بهذه المناسبة بوضع حد للأحكام القضائية المخففة التي تصدر بحق مقترفي جرائم اغتصاب وقتل الأطفال، ومراجعة القانون الجنائي لردع الوحوش الآدمية التي تعترض سبيل أطفال المغاربة. اقرأ أيضا: الملك معزيا أسرة الطفل عدنان: نستنكر هذا الفعل الإجرامي الشنيع وتقبله الله في عداد الشهداء وجاء الحكم بعد مرافعات ومناقشة الملف لأزيد من تسع ساعات، حيث اقتنعت هيئة المحكمة في النهاية بتورط المتهم الرئيسي المتابع بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقرون بجناية الاختطاف والحجز، والتغرير بقاصر. وبدأت قصة الراحل عدنان بوشوف (11 عاما) حين أعلنت أسرته عن اختفائه من أمام بيته بشكل غامض، لتنطلق حملات بحث أمنية وشعبية واسعة عنه، إلى أن صُدم الجميع بعد العثور على جثته مدفونة قرب منزله، حيث تبيّن أنه تعرض للخطف والاغتصاب والقتل. وتمكنت السلطات الأمنية من تحديد هوية القاتل بالاستعانة بالكاميرات المنتشرة في الشوارع، ليتم اعتقاله والتحقيق معه، حيث اعترف بجريمته، في حين انطلقت مظاهرات قرب منزل الطفل عدنان بمدينة طنجة تطالب بإعدام الجاني. اقرأ أيضا: الرامي: إعدام قاتل الطفل عدنان سيريح روح الضحية وأسرته.. ولا تسامُح مع الوحوش الآدمية الحادثة التي هزت الرأي العام الوطني والدولي، أثارت نقاشات وسجالات حقوقية وسياسية حادة داخل المغرب حول عقوبة الإعدام، بين من يدعو لاستئناف تنفيذها على أرض الواقع باعتبارها تمثل ردعا لمثل هذه الجرائم، وبين من يطالب بإلغائها ويرى فيها أنها تصادر أقدس حق على الأرض وهو حق الحياة. يُشار إلى أن الملك محمد السادس، كان قد بعث برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم عدنان بوشوف، جاء فيها "فقد علمنا ببالغ التأثر وعميق الأسى نبأ الفاجعة التي ألمت بأسرتكم في فقدان فلذة كبدكم عدنان، تقبله الله في عداد الشهداء من عباده، المنعم عليهم بالجنة والرضوان". اقرأ أيضا: جمهور قناة الجزيرة يمنح الطفل المغربي عدنان بوشوف لقب شخصية الأسبوع (فيديو) وأضاف الملك، في هذه البرقية، أنه "بهذه المناسبة الأليمة، نعرب لكم ومن خلالكم إلى كافة أهلكم وذويكم، عن أحر تعازينا وأصدق مواساتنا، في هذا المصاب الجلل. ومثلكم في قوة الإيمان لن يزيده هذا الابتلاء في الولد إلا تجلدا واحتسابا لحسن الجزاء عند الله". وقال الملك: "وإذ نستنكر هذا الفعل الإجرامي الشنيع، الذي ذهب ضحيته ابنكم البريء، فإننا نستشعر معكم وجميع الأسر المغربية، التي تعاطفت معكم، جسامة هذا الرزء الفادح، الذي أصابكم، سائلين الله عز وجل أن يعوضكم عن فقدانه جميل الصبر وحسن العزاء".