قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكتيري، اليوم الاثنين بالرباط، إن وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944، جسدت نقلة نوعية وإفرازا جديدا في منهجية كفاح ونضال الشعب المغربي في سبيل الحرية والاستقلال، وبصمت آثارها الجلية في مجرى الأحداث وصيرورتها، لأنها زعزعت أركان الاحتلال الأجنبي. واعتبر الكتيري أن تقديم الوثيقة شكل ثمرة مسار نضالي طافح بأمجاد وروائع وملاحم الكفاح الوطني، وتجسيدا لإرادة راسخة والتزام ووفاء لنساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعب المغربي في نيل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الوطنية. وأشار خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، إلى الحمولة الوطنية والنضالية والقيمية والرمزية لهذه العلامة المتميزة والمنارة الوضاءة على درب الكفاح الوطني المجسد للالتحام الوثيق بين العرش والشعب، في أفق بلورة السياق التاريخي للمطالبة بالاستقلال الذي عد ببعديه الوطني والدولي خارطة طريق، ومنعطفا مفصليا. وأضاف أن من الدلالات العميقة لتخليد هذه الذكرى المجيدة، أنها تبعث الدروس الوطنية البليغة والإشارات القوية التي تتجدد سنويا لتنهل منها الناشئة والأجيال الجديدة القيم السامية والمثل العليا والسلوك المدني القويم ومكارم الأخلاق التي تحلى بها الماهدون للعمل الوطني وأعضاء المقاومة وجيش التحرير. كما أفرزت الوثيقة، يضيف المتحدث، ثورة عميقة عكست وعي المغاربة المتقدم، وأعطت الدليل على قدرتهم العالية على الدفاع عن مصالحهم وتقرير مصيرهم وعدم استسلامهم لمشيئة المستعمر، وإصرارهم على مواصلة مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الأسلاف في مواجهتهم للوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري. ولفت إلى أن الأجيال الجديدة والناشئة في أمس الحاجة إلى تعريفها بتاريخ بلادها التليد الطافح بالروائع والملاحم، والزاخر بالأمجاد والمكرمات لتنهل من منابعه الفياضة، وتغترف من موروثه الغزير الدافق، حتى تتمعن في فصوله وأطواره، وتستلهم قيمه وعبره وعظاته للإسهام في المسيرات التنموية حاضرا ومستقبلا. وجدد التأكيد على التعبئة المستمرة واليقظة الموصولة والتجند الدائم لأسرة المقاومة وجيش التحرير ولسائر مكونات وفئات وشرائح الشعب المغربي والمجتمع الوطني والقوى الحية من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية المقدسة وتثبيت المكاسب الوطنية في التحام وثيق وبإجماع الشعب المغربي لنصرة قضاياه المصيرية. وعرفت الاحتفالية تكريم 11 من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، 8 منهم متوفون و3 أحياء، سلمت لهم ولذوي حقوق المتوفين منهم لوحات تقديرية، وقيلت في حقهم كلمة تقدير وعرفان بمناقبهم الحميدة وبخدماتهم المبرورة وبتضحياتهم الجسام في ساحة الشرف ومعترك النضال الوطني والتحريري. بالإضافة إلى التكريم المعنوي، شمل التكريم المادي 7 من أرامل قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المتوفين من المستحقين للدعم المادي والاجتماعي، منها 3 إعانات كواجب للعزاء، و4 إعانات برسم الإسعاف الإجتماعي.