تعتبر الدبلوماسية فن بناء وممارسة العلاقات الدولية التي ينتج عنها إبرام معاهدات واتفاقيات وشراكات بين الدول، الدبلوماسية كانت ترتبط فقط بالممارسة السياسية التي كان يتم من خلالها التفاوض من أجل حصد مكاسب سياسية وكذلك اقتصادية من خلال الأدوات والآليات التي تستعمل لكي يتم الضغط على بعض الأنظمة والدول ودفعها لقبول الشروط التي تفرض عليها، في الآونة الأخيرة برز مفهوم جديد للدبلوماسية أصبح له مكانة داخل المنظومة الدولية وهو الدبلوماسية الإقتصادية. الإقتصاد اليوم في العالم له دور أساسي في العلاقات الدولية، حيث أصبح ورقة سياسية مهمة في إدارة الشؤون الخارجية للدول من خلال عملية التفاوض على المصالح التجارية والمالية وكذلك الصناعية، من هذا المنطلق يتم استخدام الدبلوماسية الإقتصادية التي تعتبر شكل من أشكال الدبلوماسية التي تستعمل من أجل تحقيق المصلحة الوطنية. الباحث في الإقتصاد الدولي أمين ظفير يعرف الدبلوماسية الإقتصادية على أنها استخدام الجهاز الدبلوماسي لخدمة التنافسية الدولية والوطنية للدولة لتحقيق النمو الإقتصادي والتنمية ولزيادة القوة الإقتصادية، إذا فالدبلوماسية الإقتصادية هي أداة مهمة بالنسبة للسياسة الخارجية لأي دولة بفعل المكانة الهامة التي أصبحت عليها داخل المنتظم الدولي من أجل بناء العلاقات بين الدول، فأبرز الحكومات في العالم تضع ضمن أولوية الأولويات تحقيق الرفاهية الاقتصادية ومعالجة المشاكل الإقتصادية لكي تضمن بقاءها في السلطة. الدبلوماسية الإقتصادية هي آلية من خلالها يتم الترويج واستقطاب رجال الأعمال والمؤسسات الأجنبية من أجل الإستثمار، فهذا النوع الجديد من الدبلوماسية أصبح من العوامل التي تساهم في تحقيق التنمية والنمو. المغرب اليوم بحكم موقعه الجيوسياسي واستراتيجي في المنطقة له كل المقومات لكي يصبح دولة ذات قوة اقتصادية وثقل سياسي، المغرب عليه أن ينوع من الشراكات الدولية وعدم الإقتصار على الشركاء التقليديين، فنتائج الإعتماد على مجموعة من الدول التي تربطها معنا علاقات تجارية واقتصادية بحكم التاريخ الاستعماري وكذلك الجغرافيا أظهرت محدوديتها ولم تنعكس بالشكل المطلوب على الاقتصاد الوطني، لذلك الدولة المغربية هي مطالبة بتعزيز علاقاتها الإقتصادية والمالية مع دول كالولايات المتحدةالأمريكية والصين وبريطانيا وألمانيا واليابان وتحفيزها على القيام باستثمارات مباشرة، فالبعثات الدبلوماسية أصبح لها دور مهم من أجل الترويج والتسويق لأبرز مجالات وفرص الإستثمار وإطلاع المستثمرين الأجانب عليها. المملكة المغربية أصبحت من الدول الرائدة في مجال الطاقة ولها مستقبل واعد في مجالي الصناعة واللوجستيك، بالإضافة للتطور الملحوظ الذي تعرفه البنية التحتية والأوراش الكبرى التي يتم إنجازها خصوصا في الأعوام العشر الأخيرة، لذلك على الدولة المغربية أن تنتقل من الشراكات التجارية إلى شراكات اقتصادية وسياسية استراتيجية مع بعض الدول التي تتوفر على اقتصاد قوي والقدرة على القيام باستثمارات مباشرة.