أمطري.. أمطري ايتها السماء الرحيمة وانثري عبير سحاباتك لعل البهجة تعرف طريقا الى قلوبنا واغسلي بزخاتك قلوب العطشى إلى الحب الدافىء وامسحي برذاذك على جبين الحيارى والتائهين بحثا عن ملاذ يقيهم جفاف العواطف ونضوب الحنان والرأفة وشظف العيش والأنانية أغذقي علينا من نظراتك الحالمة فكلما نظرنا إليها مليا إلا وأمدتنا بالسلام والسكينة تستشري عبر أجسامنا المتعبة وأزيلي ما راكمته كورونا العنيدة هذه من خدوش مبرحة على وجوهنا وأرواحنا وما كبسته من آلام وأوجاع على قلوبنا فنحن قوم أصبحنا نخاف الفرح ونتمسك بالقتامة والرتابة إلى حد الايمان بها والإدمان عليها أصبحنا نموت كل يوم أسى ليس لأن الروح قد تفارقنا بل لأن أيامنا غدت متشابهة. إلا من أجسامنا التي ازدادت وزنا وأعمارنا التي ازدادت قصرا صبي علينا من فيض غيثك لعلنا نتوب ونعود إلى رشدنا إلى إنسانيتنا المهدورة عمدا وبتصميم وإصرار منا آلينا على أنفسا أن ننسف -وكأننا على ميثاق غليظ بيننا كل ما بنيناه من صرح قيمنا منخرطين في نوبة التخريب غير معهودة في دورات متتالية تذكرنا بسالف الصراعات والحروب الكونية التي كانت فيها الانسانية تحود عن صوابها بل تجن بدوافع مادية صرفة لم يكن لا الإنسان ولا مصيره ضمن حساباتها ولا ضمن أولوياتها ولا حتى أهدافها كانت بالفعل حروبا طاحنة تأتي على الأخضر واليابس من القيم التي فضلت، وكنا نتعلق بها رغم ذلك..كما يتشبث غريق بخشبة مهترئة خوفا من السقوط الحر الى قاع اليم العميق لكن ما نفتأ أن نعود إلى لعبتنا المعهودة لعبة التخريب والتقتيل والمكائد والدسائس والاستقواء على الضعفاء فبدونا مستمرئين لغينا وتيهاننا نعيث فسادا ومقتا وعنصرية وننخرط في استعراض للقوى على هذه الأرض نخوض حروبا لانهائية ظاهرها ثقافي مذهبي وجوهرها جشع مادي وسيلتها وأداتها أولا وأخيرا الإنسان هذا المخلوق التعس الذي ولد من رحم الخطيئة وعاش حاملا شعورا بذنب لم يرتكبه، بل وألبس "ثوب العيش لم يستشر "فيه حتى، على حد قول عمر الخيام الرياضي الحالم الذي لخص كنه الحياة في نصف بيت. ما شأن سكان الأرض ؟؟؟ أعليهم أن يعيدوا مشهد الخطيئة كل ألفية؟؟ وعلى مسرح الكوكب هذا الذي منح لنا رياء!! وعلينا أن نعيد تمثيل مأساة قابيل وهابيل كل قرن!! أ يكون قدرنا، أن نعيد صخرة سيزيف المتدحرجة إلى قمة الجبل كل عقد ؟؟ أعلينا أن يظل سيف ديموقليس معلقا فوق رؤوسنا يهددنا كل يوم بل كل لحظة فلا نهنأ بسعادتنا السرمدية المنشودة أولهذا الدور خلقنا ؟ ما أضحل غاية وجودنا إذا لم نكن في استطاعتنا أن نوجه روح التاريخ ونتحكم فيه ونعاكس اتجاهاته و إملاءاته كما يغير البحار الشجاع وجهة أشرعته لييسر إبحارا سلسا لسفينة الارض الغريقة هذه!! ألسنا أعقل الكائنات؟؟ نعم أعقلها.. ألم نمنح شرف حمل الأمانة الكبرى على هذا الكوكب بعدما أبت كل السموات والارض والجبال وكل الكائنات على أن تنوء بحملها؟؟؟ إذن ما ننتظر ؟ ما الذي يمنعنا من اختيار قدرنا ؟؟ ورسم خطط مصيرنا ؟؟ وتخليص الجنس البشري من كل الفيروسات فيروسات : العجز والضعف والاتكالية والقدرية والغيبية واستلذاذ غبائنا وغينا… ،لأننا كلما تأخرنا عن اتخاذ هذه الخطوة ستزداد أعباءنا، وسنظل نعمه في لوثاتنا هذه أبد الآبدين. أما آن الأوان أن نسائل عقولنا التي منحت لنا خامة.. نعم خامة..؟ ألم نكن نشبه الحيوانات غير العاقلة ؟؟ وطورنا ألبابنا بتدحرجنا عبر كل منعرجات التاريخ وسلكنا بشق الأنفس كل دهاليزه قاومنا فيها كل اشكال العجز أمام قوى الطبيعة وكذا التغييب والاقصاء والنفي والانكار لمدى قدراتنا من طرف سدنة المعبد وحراسه الذين ينبثون بغتة عبر فجوات التاريخ الضيقة في غفلة منا. لماذا مازلنا عالقين بخيوط واهية لما دبجه هؤلاء الكهنة وصاغوه طبقا لرؤاهم، وتماشيا مع مصالحهم ونزواتهم ألشعرة معاوية هذه تتوقف كل مصائر حامل الامانة الكبرى هذا؟؟ هراء ..