اعتبر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن إيمان المغرب الراسخ بكون إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي يقوم على حل الدولتين، يقتضي الاعتراف بفلسطين وإسرائيل معا، وإلا سيكون هناك تناقض في حالة عدم الاعتراف بإسرائيل. وأوضح بوريطة أن الخطوات التي اتخذها المغرب إزاء إسرائيل ليس تطبيعا ولا يعني أبدا التخلي عن فلسطين، مشيرا إلى أن كلمة التطبيع وغيرها من المصطلحات هي أمور غريبة عن المنطق المغربي. وقال بوريطة في تصريحات متعددة لوسائل إعلام دولية، اليوم الجمعة: "لا يعقل أن نمنع دخول يهودي مغربي إلى بلده"، لافتا إلى أن اليهودي المغربي كان يدخل بجواز السفر المغربي إلى تراب المملكة، وهذا الأمر يعد صادما في مناطق أخرى من العالم، وفق تعبيره. وشدد بوريطة على أن "مصطلح التطبيع ليس مغربيا"، مضيفا أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء، لم يأتي مطلقا مقابل استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية. اقرأ أيضا: بلاغ للديوان الملكي: المغرب يقرر إعادة فتح مكتب التواصل مع إسرائيل وقال في هذا الصدد: "المغرب كانت له دائما روابط مع إسرائيل انطلاقا من الجالية اليهودية، وسبق أن اعترف بإسرائيل وكان له مكتب اتصال إسرائيلي في الرباط منذ عام 1994 إلى غاية 2002، واستؤنف بالأمس، ولدينا مكتب اتصال في إسرائيل وسيتم استئناف العمل فيه". وتابع قوله: "نحن نعترف بحل الدولتين وبالتالي نعترف بدولة إسرائيل، وثوابتنا واضحة دوما والإيمان بحل الدولتين يعني الاعتراف بإسرائيل وفلسطين، أما عدم الاعتراف بالدولة الإسرائيلية فيندرج تحت إطار التناقض". واعتبر أن علاقات المغرب مع إسرائيل استُخدمت دوما من أجل السلام، مضيفا: "نحن متمسكون بثوابت القضية الفلسطينية، والطبيعي أن يكون هناك تواصل مع الجانب الإسرائيلي من أجل حل الدولتين، وليس هناك تناقض في الاعتراف بإسرائيل". اقرأ أيضا: الملك: ترسيخ مغربية الصحراء لن يكون أبدا على حساب نضال الشعب الفلسطيني وأمس الخميس، أعلن بلاغ للديوان الملكي، أن المغرب قرر استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، وتسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب. وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن أن المغرب وإسرائيل اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بينهما، وذلك عقب اتصال هاتفي أجراه الملك محمد السادس، أمس الخميس، مع ترامب، تباحثا من خلاله الوضع الراهن بمنطقة الشرق الأوسط وملف الصحراء المغربية. وأوضح الديوان الملكي، أن الملك محمد السادس أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزم المغرب العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002، وتطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي. اقرأ أيضا: بوريطة: اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء موقف قوي وصريح.. والمغرب له وضع خاص في الصراع العربي الإسرائيلي وأضاف المصدر ذاته، أن هذا القرار يأتي "اعتبارا للدور التاريخي الذي ما فتئ يقوم به المغرب في التقريب بين شعوب المنطقة، ودعم الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، ونظرا للروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي، بمن فيهم الموجودين في إسرائيل، بشخص الملك". ووفق المصدر ذاته، فقد أكد الملك بأن "هذه التدابير لا تمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".