من المؤسف جدا ان نتوقف كل مرة ونهدر الجهد والفرص لنتجشم عناء الرد على تصريحات غير مسؤولة وغير دقيقة تسيء للحزب ولتجربته الفريدة في إعمال الاليات الديمقراطية وتسيء الى مخرجات مؤتمره الأخير وهي مخرجات أسست لأدوار جديدة ومتقدمة لحزبنا ومؤسسة لديناميات حداثية جهويا ووطنيا لا مكان فيها للترويج لفلسفة الفشل . شخصيا تحملت مسؤولية تراس المؤتمر وهذا ما يضعني امام مسؤولية التعامل بصرامة وبما يمليه علي دوري كمناضل حاز ثقة رفاقه و شرف تدبير محطة المؤتمر، وددت طبعا لو ان الفاشلين ودعاة البؤس تركونا لنستثمر الجهد والتفكير في ماتعرفه البلد من ظروف الجائحة وفيما نتعرض له الان كأمة يحاول مرتزقة السراب بالجنوب اقتطاع أجزاء من ترابها وودت لو انهم كانوا أكثر رزانة ليتركوا للصادقين الجهد اللازم لمواصلة البناء الحزبي والفكري ونحن على أبواب استحقاقات إنتخابية وسياسية لاتعترف إلا بالقوة.. قدرنا وواجبنا يقتضي أن نتفاعل بجد وحزم مع الحملات الخسيسة التي تطالعنا كمناضلات ومناضلي الحزب عبر ربوع وطننا الحبيب ،حملات صارت منظمة ونمطية وأهدافها جلية وواضحة كوضوح الشمس في كبد سماء يوم صيفي ،فالصراع ضد هذه الممارسات القذرة لا يقل أهمية عن الصراع اليومي من أجل بناء روافع حزب يشتغل في نسيج المجتمع وليس على هوامشه . فبخصوص بدعة " نشر اعضاء المجلس الوطني " للحزب فأعتقد أن الجواب الشافي على هذا الدفع هو الاجواء الاحتفالية و الاجماع الذي طبع الجلسة الختامية للمؤتمر ( الاحد 9 فبراير 2020 ، و التي امتدت زهاء ساعتين ونصف ) والتي اتوجت بانتخاب أعضاء المجلس الوطني -المنتخبين من المؤتمر – للرفيقة فاطمة الزهراء المنصوري كرئيسة المجلس الوطني للحزب و الرفيق عبد اللطيف وهبي كأمين عام للحزب من دون أن تتوصل رئاسة المؤتمر بأي طعن أو شكاية في الموضوع لا شكلا و لا مضمونا وما يزيد من استغرابي هو ان أبرز من يقودون هذه الحملة المغرضة كانوا حاضرين في الصفوف الأمامية للجلسة الختامية ، و تفاعلوا بتصفيقهم و رفعهم للشعارات و مباركتهم للقيادة المنتخبة ، و كل هذه التفاصيل موثقة بالصوت والصورة. اما بخصوص بدعة الدعوة لعقد دورة المجلس الوطني ، حيث يصر فشلهم ان يرهق خيالنا وهم يدعون لإنجاز اول دورة المجلس الوطني للحزب وهي للعلم أول محطة تنظيمية بعد المؤتمر ولها مهام جسيمة ورمزية لا تقل جسامة،قلت يدعون للالتئام المجلس الوطني "عن بعد" وهذا لايعدو ان يكون سوى محاولة فاشلة لتهريب التنظيم وتعشير الطاقات المناضلة به،والدفع الى اتخاذ قرارات غير دقيقة وخارج ضبط عملية المشاركة والحق في التعبير ،ان الدعوة لاحتماع المجلس عن بعد تحمل في طياتها إهانة التجربة وللتعاقد بين مناضلات ومناضلي الحزب فضلا عن كون القانون الداخلي للحزب لايسمح بإجراء ذلك وحتى تقنيا لازلنا بعيدين عن تأمين أجواء عن بعد تؤمن الشفافية والفعالية للاشغال، عن بعد اقول لكم دعوا الحزب ينمو ،دعو التجربة تأخذ حجمها الحقيقي بعيدا عن تبعات فشلكم، و مصالحكم الضيقة . ذ محمد المتوكي / رئيس المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة.