قرر قاضي التحقيق في جلسة صباح اليوم الخميس، الاستجابة لملتمس دفاع يونس الشقوري المعتقل السابق بسجن غوانتامو، ومتابعته في حالة سراح، بعد رفض الملتمس عدة مرات. وينتظر أن يغادر الشقوري الذي قضى 14 عاما في المعتقل الأمريكي على الأراضي الكوبية، مساء اليوم سجن سلا. وكانت السلطات المغربية قد اعتقلت الشقوري بعد عودته إلى المغرب من غوانتنامو ومتابعته بتهم متعلقة بالإرهاب، رغم أن السلطات الأمريكية أسقطت عنه كل التهم ورحلته إلى المغرب. واعتقل الشقوري سنة 2001 على يد الشرطة الباكستانية أثناء محاولته الهرب من معقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان، وقضى 14 سنة في سجن غوانتانامو. وبعد وصوله إلى المغرب، أمر قاضي التحقيق، المكلف بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا يوم 23 دجنبر الماضي، بإيداع يونس شقوري السجن المحلي بسلا بعد الاستماع إليه في إطار الاستنطاق التمهيدي، وذلك للاشتباه في تورطه في أفعال إرهابية بعد أن وجهت له تهم منها على الخصوص «المس بأمن الدولة الداخلي». وأفاد بلاغ للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط يوم 16 دجنبر أن يونس شقوري، المرحَّل من قاعدة غوانتنامو، تم إيداعه رهن الحراسة النظرية للبحث معه «في اشتباه تورطه في ارتكاب أفعال إرهابية». وسبق لزوجة المعتقل أن دعت السلطات الأمريكية للتدخل لدى المغرب للإفراج عن زوجها، وقالت في رسالتها: «أغمي علي عندما علمت عبر مكالمة أن زوجي، يونس الشقوري، أفرج عنه من معتقل غوانتانامو: 14 سنة من الحزن، والبؤس والشعور بالوحدة. حياتنا انشقت إلى نصفين. خلنا أن كل ذلك سينتهي. سيعود إلى بيته في المغرب. فالحكومة الأمريكية على ما يبدو تلقت «ضمانات دبلوماسية» من المغرب بضمان إطلاق سراحه سريعا واستعادة حريته». وأضافت: «لكن الآن وبعد مرور شهر ونصف الشهر، لازلت أعيش الكابوس. زوجي لازال في السجن..طلب مني يونس ألا أخاف. وأخبرني بضمانات الحكومة المغربية، وبأنه لن يعتقل لأكثر من 72 ساعة، ولن يحكم عليه. فهم المغاربة أن كل الاتهامات ضده زائفة، ارتكزت على لا شيء على التعذيب ورشوة المعتقلين خلال الأيام الأولى بمعتقل غوانتانامو». وخاطبت زوجة الشقوري وزير الخارجية الأمريكية قائلة: «سيدي كيري، أطلب منك شيئا واحدا. ذكر الحكومة المغربية بوعودها، وأطلب منها أن تفرج عن زوجي بعد 14 سنة من الظلم. أريد فقط لهذا الكابوس أن ينتهي. أريد أن يعود يونس لجانبي».