"السكانير مخدامش"، عبارة تتردد كثيرا على مسامع المرضى الذين يقصدون المستشفى الإقليمي لتنغير، من أجل إجراء فحص بجهاز المساح الضوئي المعروف ب"السكانير"، وهو الرد الذي تلقته أيضا، أمس الثلاثاء، سيدة مصابة بورم على مستوى الرحم. غياب جهاز "السكانير" الذي كان أحد أسباب وفاة الطفلة "إيديا فخر الدين" أو ما بات يعرف ب"شهيدة الحكرة" سنة 2017، والتي أثارت وفاتها موجة احتجاجات بربوع المملكة، أحياها من جديد نشطاء نفذوا اعتصاما بمستشفى تنغير بسبب عدم تمكين سيدة من إجراء الفحص بهذا الجهاز. وقال إدريس فخر الدين، والد الطفلة "إيديا" الذي شارك أيضا في هذا الاعتصام، إن المسؤولين بمستشفى تنغير أخبروا سيدة مصابة بورم في الرحم وتحتاج لعملية جراحية وبحاجة لفحص ب"السكانير"، أن الجهاز به عطل، وأن عليها التنقل إلى الرشيدية، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج. وأضاف فخر الدين في حديث مع "العمق"، أن هذا الجهاز الذي يعد من واحدا من أهم الأجهزة الطبية بالمستشفيات، صرفت عليه 680 مليون سنتيم وللأسف يتم دائما إخبار المرضى بأنه "عاطل عن العمل"، متهما مسؤولي المستشفى بتعطيل الجهاز عمدا. وأردف المتحدث، قائلا: "إذا كان السكانير عاطلا فأين الشركة التي تم التعاقد معها لتقوم بإصلاحه"، مستغربا من نشر مندوبية الصحة لبلاغات خلال الثلاثة أشهر الماضية تؤكد فيها أن الجهاز يعمل، في حين أن الواقع يقول شيئا آخرا، وفق تعبيره. وأوضح فخر الدين، أنه تم رفع الاعتصام بعد أن وفر المستشفى سيارة إسعاف من أجل نقل المريضة إلى الرشيدية لإجراء فحص بجهاز "السكانير"، مشيرا إلى تردي الخدمات الطبية بشكل عام في المستشفى. وبالمقابل، كشف مصدر لجريدة "العمق"، أن جهاز "السكانير" بالمستشفى الإقليمي لتنغير ليس به أي عطل ويعمل بشكل عادي، وأن توقف تشغيله بعض الأحيان مرتبط بأمور تقنية وبشرية، قبل أن يشير إلى أنه يتم تشغيله لفحص الحالات الحرجة فقط.