كشف برنامج التحقيق الاستقصائي "المسافة صفر" الذي تعده قناة الجزيرة القطرية، عن وجود مخطط إماراتي ضمن مشروع استخباراتي رقمي يستهدف عدة دول عربية وإسلامية، من بينها المغرب. البرنامج الذي بثته قناة الجزيرة على جزأين بعنوان "رسائل سيتا"، كشف خبايا شركة رقمية إماراتية تدعى "دوت ديف"، يدير مؤسِّسها صفحات خاصة بالشيخ هزاع بن زايد على الإنترنت، حيث تعمل الشركة على إنشاء مشروع استخباراتي جديد. بعد "الذباب الإلكتروني" .. الإمارات تلجأ ل"العربية" لمهاجمة المغرب من جديد اقرأ أيضا وأوضح البرنامج الاستقصائي أن هذه الشركة المسؤولة عن تطوير موقع وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، تسعى من خلال مشروعها الاستخباراتي، إلى استهدف كلا من تركياوقطر والكويت وسلطنة عمان والمغرب وليبيا وتونس الجزائر. وأشار التحقيق إلى أن هذه الشركة إلى جانب شركات ومنصات رقمية أخرى تديرها الإمارات، وأخرى قيد الإنشاء، تقوم بإطلاق حملات إعلامية مضللة ضد الدول المستهدفة، خاصة قطروتركيا. ولفت البرنامج إلى أن الشركة استخدمت في عملها مواقع إلكترونية في الدول المستهدفة، حيث ذكرت "الجزيرة" نماذج لمواقع تستعملها الشركة الإماراتية في كل من المغرب وقطروتركيا والسودان وموريتانيا ومصر. وبعد أن تم تقييد نشاط الحملات المضللة لشركة "دوت ديف"، عملت الإمارات على إنشاء شركة "إكسبركتس" و"دف كيريت" كبديل لها لتنفذ التوجهات الإماراتية تجاه الدول الأخرى، حسب ما جاء في برنامج "المسافة صفر". البرنامج في جزئه الثاني، كشف كيف تعيد هذه الشركات الإماراتية، ومعها آلاف الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إنتاج نفسها بعد حظرها، كما بيَّن البرنامج رسائل مسربة من وزارة الخارجية المصرية بشأن تنسيق تحركات دول الحصار لمهاجمة قطر ومؤسساتها الاقتصادية. وكشف البرنامج تفاصيل حظر موقع تويتر لشبكة تتكون من 271 حسابا مزيفا مرتبطة بشركة "دوت ديف"، وإزالة 4248 حسابا كانت تعمل بشكل منفرد، كما حظر تويتر شبكة مكونة 88 ألف حساب مرتبط بشركة رقمية سعودية تدعى "سماءات"، لكن الحسابات التي تحذف سرعان ما يظهر بديل لها لتواصل نشاطها من جديد. يُشار إلى أن حسابات إماراتية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كانت قد شنت في مناسبات سابقة، حملات تحريضية ضد المغرب، آخرها الهجوم على الحكومة المغربية ورئيسها سعد الدين العثماني، متهمين إياه بالتسبب في "إهمال الشعب المغربي وعدم توفير المؤن والغذاء له وتركه عرضة لوباء كورونا"، فيما رد نشطاء مغاربة بالتضامن مع العثماني عبر هاشتاغ "شكرا العثماني"، ما جعله يحتل الرتبة الأولى في "الترند" على "تويتر" حينها. حملة الهجوم على العثماني وحكومته شنتها عشرات الحسابات الإماراتية في وقت متزامن، حيث استُعملت في التغريدات مصطلحات متشابهة مع اختلاف في الصياغة، واجتمعت كلها على اتهام حكومة العثماني بأنها "تمول الجماعات الإخوانية وتهمل شعبها في ظل الأزمة الكبيرة التي يمر بما بالمغرب". مصدر مقرب من العثماني أوضح حينها لجريدة "العمق"، أن هناك "حملة تهجم مدبرة من طرف ما يُعرف بالذباب الإلكتروني في الإمارات، من أجل النيل وشيطنة العثماني ومعه المغرب ككل"، وهو ما دفع بمئات المغاربة إلى التغريد على "تويتر"، تضامنا مع الحكومة ورئيسها العثماني تحت هاشتاغ "شكرا العثماني"، معتبرين أنه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع العثماني، إلا أن ما يتعرض له يتطلب التضامن معه. وكان الباحث المتخصص في مواقع التواصل الاجتماعي غسان بن الشيهب، قد كشف أن عددا من الحسابات بموقع تويتر استهدفوا المغرب وحكومته، 80 بالمائة منها انطلقت في يوم وتاريخ واحد، مشيرا إلى أنه وبعد بحث قام به حول الموضوع، "تبين أن هذه الحسابات سبق أن هاجمت قطروتركيا، في حين تشيد بالإمارات". وفيما يلي الحلقة الكاملة للجزء الثاني من البرنامج "المسافة صفر":