دعا اجتماع رفيع المستوى نظمته الأممالمتحدة، الخميس، إلى الإسراع بتنفيذ مقتضيات مؤتمر بكين الذي مر عليه ربع قرن، والذي نص على مجموعة من القرارات الخاصة بحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين. وأكدت الأممالمتحدة أن المساواة بين الجنسين ترتبط ارتباطا وثيقا بتحقيق التنمية المستدامة للجميع بحلول سنة 2030، كما اعتبرت أن الاجتماع يعد مناسبة مهمة من أجل تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويتزامن الاجتماع مع الذكرى الخامسة والعشرين لمؤتمر بكين الذي وصف تاريخيا، باعتماده إعلان ومنهاج العمل سنة 1995، ووفقا للأمم المتحدة يظل المؤتمر خارطة الطريق الأكثر شمولية للنهوض بحقوق المرأة في العالم. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أبرز في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي انعقد افتراضيا، أن "مؤتمر بكين شكل لحظة مفصلية، ونقطة تحول"، مضيفا أنه "شكل أيضا بالنسبة للكثيرين منا لحظة للتفكير بعمق". وتابع أن "الرؤية الشجاعة" وأجندة التحول لمؤتمر بكين، أظهرت أن "حقوق المرأة تعتبر في صميم المساواة والعدالة في جميع أنحاء العالم". واستدرك الأمين العام للأمم المتحدة "ولكن أيضا أن هذه الحقوق تم رفضها وإعاقتها وتجاهلها في كل مكان"، مشيرا إلى أنه "منذ ذلك الحين، أحرزنا تقدما كبيرا. وانخفضت وفيات الأمهات بنسبة 40 في المائة تقريبا منذ سنة 1995". وقال إن "العالم سجل المزيد من الفتيات الملتحقات بالمدارس أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، لكننا لم نحقق الرؤية الطموحة لإعلان بكين". كما أعرب الأمين العام عن أسفه لحقيقة كون أن وباء كوفيد-19 لم يؤدي إلا إلى تفاقم "الإنكار المستمر لحقوق المرأة" في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن "النساء والفتيات هن الأكثر تضررا من التأثير السلبي للجائحة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي"، مؤكدا، في هذا السياق، أنه "وبعد مرور 25 سنة على إعلان بكين، نواجه ركودا تقوده النساء، حيث أن النساء العاملات في الاقتصاد غير النظامي هن أول من يفقدن وظائفهن". ووفقا لغوتيريش، أظهر وباء كوفيد-19 أن العالم "يحتاج بشكل عاجل إلى دفعة قوية للوفاء بوعد بكين الغير منفذ". وقال إنها "في الأساس مسألة تمكين. لذلك تبدأ بتمثيل متساو للمرأة في المناصب القيادية والحكومات ومجالس الإدارة وفي مفاوضات المناخ ومفاوضات السلام، أينما يتم اتخاذ القرارات التي تخص حياة الناس". واعتبرت الأممالمتحدة أنه بالرغم من ذلك فإن التقدم كان بطيئا للغاية، حيث لم تحقق أي دولة المساواة بين الجنسين. وسلط وباء كوفيد-19 الضوء أيضا على اعتماد المجتمع على النساء، وتجندهن في الصفوف الأمامية، في حين أن تأثير الوباء يهدد المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في تعزيز حقوق المرأة.