كشف عمر الشرقاوي، وكيل "عريضة الحياة" الداعية إلى إحداث صندوق وطني لمكافحة مرض السرطان، أن رئيس الحكومة قدم جوابه الرسمي على العريضة، خلال لقائه بوكيلها ونائبه، صباح اليوم الإثنين. وأوضح الشرقاوي أن الحكومة قبلت العريضة من حيث احترامها للشكليات القانونية، إلا أنها رفضت إحداث صندوق لمكافحة السرطان، مقررة تعويض مطلب "عريضة الحياة" عبر إحداث لجنة وطنية للسرطان إلى جانب رئيس الحكومة، وفي ما جاء في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك. عريضة مكافحة السرطان تعود للواجهة.. 5 برلمانيين يسائلون العثماني عن مآلها اقرأ أيضا كما التزم العثماني بإنجاز مخطط وطني للوقاية من السرطان "2020-2021"، وتخصيص 780 مليار سنتيم لمرضى السرطان طيلة ال10 سنوات المقبلة، بمعدل 7.8 مليار سنتيم سنويا، مع تعميم تلقيح للفتيات 11 سنة ضد سرطان عنق الرحم. من جانبه، كتب رئيس الحكومة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: "استقبلت هذا الصباح ممثلين عن موقعي عريضة الحياة الداعية لإحداث صندوق للتكفل بمرضى السرطان، لإخبارهم بمآل العريضة وتسليمهم جواب الحكومة بخصوصها". وكان العثماني قد تسلم يوم 4 غشت الماضي، التقرير الخاص ب"عريضة الحياة" الداعية لإحداث صندوق للتكفل بمرضى السرطان، والذي أعدته لجنة العرائض برئاسة وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان المصطفى الرميد، متضمنا رأي اللجنة واقتراحاتها بخصوص هذه العريضة. وأشاد العثماني بالعريضة معربا عن شكره وتقديره الكبيرين لأصحاب العريضة ووكيلها وكافة الذين دعموها بتوقيعاتهم، معتبرا أن ذلك يعبر عن حس وطني وإنساني عال، ويمثل تفعيلا للديمقراطية التشاركية، لافتا إلى أن هذه أول تجربة لعريضة تصل إلى مرحلة إعداد تقرير، وإعطاء رأي في شأنها، وهناك مرحلة الدراسة ومرحلة التطبيق. ونوه بعمل "اللجنة الدؤوب والعميق"، لافتا إلى أنها عقدت عشرة لقاءات لدراسة العريضة، وأعطت للموضوع أهميته التي يستحقها، إذ يتعلق الأمر أولا بالديمقراطية التشاركية، وإشراك المواطنات والمواطنين في صنع السياسيات العمومية وفقا للفصل 15 من الدستور. كما يتعلق الأمر ثانيا، يضيف العثماني، بمرض يمس شريحة مهمة من المواطنين، وله آثار وتكلفة عالية في العلاج تحتاج لطول الأمد، بما يصاحب ذلك من إرهاق وتداعيات سلبية تتجاوز المرضى إلى أسرهم ومحيطهم. واعتبر أن تجربة عريضة الحياة أبانت عن تعبئة مهمة، تجسدت في جمع أكثر من 40 ألف توقيع، مشيرا إلى أن ذلك عمل مشكور ومقدر حظي باهتمام ومتابعة الحكومة، وأنها تجربة يقتدى بها في تفعيل الديمقراطية التشاركية، باعتبارها مكملة للديمقراطية التمثيلية ورديفة لها. وتابع قوله: "لدينا كل الإرداة لتفعيل التدابير الواردة في تقرير اللجنة بعد دراستها مع الجهات المختصة، وسنعمل على تسريع تنفيذ مجمل ماورد من اقتراحات وتدابير"، مشيرا إلى أنه سيتم إخبار ووكيل لجنة تقديم العريضة كتابة بالآجال الذي خصصته الحكومة لموضوع العريضة. عريضة مكافحة السرطان التي وقعها أزيد من 40 ألف مغربي، تنص على "إجراء قانون مالي تعديلي لأحكام القانون المالي 2020 وإحداث الحساب المرصد لأمور خصوصية المسمى: صندوق مكافحة السرطان، مع تضمين مشروع القانون المالي لسنة 2021 مادة تتوخى إحداث نفس الحساب". ومما جاء فيها: "طبقا للفصل 15 من الدستور والقانون التنظيمي رقم 44/14 المتعلق بالعرائض الوطنية، تم إحداث لجنة وطنية لإعداد عريضة وطنية موجهة لرئيس الحكومة لإحداث حساب خصوصي لدى الخزينة العامة للمملكة يسمى: صندوق مكافحة السرطان، يعنى بالتغطية الشاملة لمرضى السرطان بكل أشكاله". واقترحت العريضة أن يكون الحساب المقترح "أداة قانونية لمساعدة المرضى بالسرطان، تكون المدفوعات فيه منتظمة بدل أن تكون جزئية، وأن تدفع كقيمة موحدة للجميع بدلا من أن تكون مستندة إلى الاحتياجات، وبدلا من أن تستحق للأسر المحتاجة فقط يحصل عليها الجميع". وتنص أيضا على أنه "بدلا من أن تقتضي استيفاء اشتراطات مختلفة تكون بلا شروط باستثناء شرط المرض، وبدلا من أن تستند إلى اشتراكات المواطنين مدى الحياة تمول أساسا من الضرائب والإعانات والموارد المختلفة الآتية من المؤسسات العمومية والجماعات الترابية وغيرها مما يسمح به أي تشريع أو نص تنظيمي".