كشفت تسجيلات صوتية لقياديين في جبهة البوليساريو الانفصالية صراعا بين الجناحين العسكري والمدني فيما يتعلق باستراتيجية بالجبهة فيما يتعلق بحملتها لعرقلة معبر الكركرات. وأظهرت التسجيلات التي نشرها منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي، المعروف اختصارا ب"فورستاين"، أن هناك خلافا بين الجناحين فيما يتعلق بالتحركات الميدانية لعرقة معبر الكركرات. وفي الوقت الذي ورطت التسجيلات البوليساريو في ما يقع بالگرگرات، أبرزت حجم الخلاف الداخلي بالجبهة حول طبيعة التحرك. ويروم الجناح العسكري تنفيذ تحرك ميداني يؤثر على الوضع القانوني للمنطقة، ويراهن على اغلاق معبر الگرگرات وتشييد مخيم مدني يتخذ من خلاله المدنيين دروعا بشرية لتحقيق غاياته. لكن الجناح المدني يسعى إلى تنفيذ تحرك ميداني يقتصر فقط على البعثة الأممية والتضييق عليها، ويحاول تفادي إدانة دولية، ويتحاشى خرق القانون الدولي. ففي تسجيل لمحمد لمين ولد البوهالي، الذي يمثل الجناح العسكري، قال إنه مباشرة بعد تخفيف أزمة كورونا سينطلق بشكل شخصي إلى "المعركة" وأن "الجيش جاهز يحتاج فقط إلى ترتيب الصفوف". ولد البوهالي أكد أنه بمجرد أن يجد موطء قدم يحتمل أن يستولي عليه ، لن يتوانى في الاستيلاء عليه، ولن يضيع أي وقت في ذلك(يقصد الگرگرات) . ولمح المسؤول العسكري في الجبهة إلى صراعه مع رئيس البوليساريو إبراهيم غالي، ورفاقه الرافضين لعمل عسكري ( عبد القادر الطالب عمر)، منتقدا مطالبتهم الجناح العسكري بالتأني والتريث. وعبر المتحدث عن استيائه، وقال إنه ومن معه سئموا الصبر في إشارة إلى رفض أوامر ابراهيم غالي، وعدم الاتفاق معه في طرحه. وبدا ولد البوهالي في التسجيل مستعجلا في "خوض المعركة"، مباشرة بعد تخفيف اجراءات كورونا، مجيشا شباب البوليساريو وحمله على التمرد على القيادة المدنية، التي تخشى من رد فعل أممي قد يدينها. التسجيل الثاني يعود لعبد القادر الطالب عمر، ممثل الجناح المدني داخل جبهة البوليساريو، حيث قال إن الجبهة عازمة على القيام بتحركات ميدانية فعلية. ويقصد الطالب عمر بهذه التحركات ما يتعلق فقط بالتعامل مع المينورسو، والبحث عن تعامل بالمثل على غرار المغرب، والتدقيق في دخول الفريق الأممي للمخيمات خاصة أن السيارات الأممية تتحرك بترقيم يحمل إشارة المملكة المغربية. وأوضح "فورساتين" أن الجناح المدني يحاول أن يتحايل ويظهر كمن يركز على احترام القانون الدولي ، والانضباط للقرارات الأممية، لكن يدافع عن تحرك يضيق الخناق على البعثةالأممية ، ويترجى أن يأتي هذا التحرك بالتفاتة دولية، أقصى ما يطمح إليه منها هو تعيينمبعوث أممي جدي، حسب تعبيره. وتابع المنتدى أن الجناح العسكري يدافع عن تحركات ميدانية عسكرية، ويحاول الاستيلاء على مناطق حيوية، ويبحث عن سبل لتغيير الوضع القانوني بالمنطقة مهما كلف الثمن، ويحشد لهذا الأمر مهما أثر ذلك على وحدة قيادة جبهة البوليساريو.