وجه الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريس تحذيرا جديدا لجبهة البوليساريو من مغبة عرقلة الحركة التنقلية بمعبر الكركرات الذي يربط المملكة المغربية بموريتانيا. تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، يأتي بعد تحذيرات سابقة وجهتها الأممالمتحدة لجبهة البوليساريو بشكل متكرر في السنوات الأخيرة، تدعو فيها الجبهة إلى عدم عرقلة حركة السير في المعبر المذكور. وتعمد جبهة البوليساريو، في كل مناسبة قرب إصدار تقرير أممي حول الصحراء الغربية المغربية، إلى محاولة خلق توثر في المنطقة بالزحف على المنطقة العازلة ومحاولة عرقلة المرور بمعبر الكركرات الذي يربط المغرب بدول إفريقيا جنوب الصحراء. وكانت الأممالمتحدة قد فصلت في الموضوع في مقرر أممي سابق تؤكد فيه على مقتضيات اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على ترك منطقة عازلة قرب الجدار الأمني بالأقاليم الجنوبية المغربية، بل إن إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو كان، قبل سنوات، قد تعهد بعدم القيام بأي نشاط عسكري أو إداري في المنطقة العازلة. موضوع الكركرات والمنطقة العازلة ليس وليد اليوم، بل يعود إلى سنوات خلت لما حاولت جبهة البوليساريو الزحف على المنطقة العازلة وتشييد بنايات تسميها إدارية بها، وكذلك القيام بتحركات عسكرية في المنطقة، بل عمدت الجبهة في سنة 2017 إلى غلق معبر الكركرات في عملية كادت أن تعصف باتفاق وقف إطلاق النار لولا تدخل الأممالمتحدة وتعهد غالي شخصيا بالتراجع. أسطوانة الكركرات والمنطقة العازلة هي تكرار لفعل ناتج عن احتباس سياسي لقيادة البوليساريو بمخيمات تيندوف، لكنها محاولة مستمرة تبحث من خلالها قيادة الجبهة على لفت الأنظار والظهور بمظهر القيادة القوية أمام سكان المخيمات. غير أن هذا الفعل لم يعد له أهمية ولم يعد يغري سكان المخيمات أنفسهم، والدليل على ذلك الدعوة التي وجهتها القيادة للزحف على معبر الكركرات ولم تجد أي استجابة من طرف سكان المخيمات، لتقوم قيادة الجبهة بتجييش جنودها بزي مدني للقيام بالمهمة. هذه المهمة التي يظهر أن جزءا من نفوذ في الجبهة رفضها ومنع الجنود من الوصول إلى الكركرات التي وضعت بها اليات وخصصت لها عدة لوجيستيكية من خيام ومؤونة. والجدير بالذكر أن قيادة جبهة البوليساريو قد فقدت كل أسباب وجودها بعدما رفضها سكان المخيمات إلا من المنتفعين وأقاربهم، وبات الجميع ينتقد قيادة الجبهة وفسادها وديكتاتوريتها، كما أن تحركات سكانية قد حدثت في الآونة الأخيرة عبارة عن تنظيمات رافضة لقيادة الجبهة الشيء الذي جعل إبراهيم غالي ورفاقه يخبطون خبط عشواء سواء بالتضييق على سكان المخيمات بالحديد والنار أو برميهم بشتى النعوت على رأسها تهمة الخيانة، أو بالقيام بستعراضات بهلوانية تعرف الجبهة نفسها أنها بدون جدوى كما هو الحال في تحركات الكركرات. ومهما تكن تحركات البوليساريو في الكركرات، فإن المنتظم الدولي في شخص الأمين العام للأمم المتحدة قد حدد الأمور باعتبار كل تحرك لجبهة البولسياريو في المنطقة العازلة يتنافى مع الشرعية الدولية. جبهة البوليساريو، التي تهدد كل مرة بالعودة إلى حمل السلاح وبالزحف على المنطقة العازلة، تقوم بذلك للترويج الداخلي فقط بعد الفشل المتكرر في إرجاع الثقة المفقودة، غير أن الأمر لا يجب السكوت عليه، بل يتطلب ردا حاسما خدمة للشرعية الدولية