منذ ظهور فيروس الكورونا - كوفيد 19 في مدينة ووهان الصينية أواخر سنة 2019 وهو يثير الجدل بين الحقيقة والكذب والصناعة البيولوجية، بين مؤيد ومحايد إلى حدود الآن، في الأوساط الإعلامية والسياسية والاقتصادية والرياضية ... حتى اعتبره البعض حربا عالمية ثالثة بنكهة البيولوجية والأمراض المصطنعة والمعدلة وراثيا بين الدول القوية من جهة، وبين أكبر قوة اقتصادية وتجارية وسياسية عالميا؛ الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين من جهة أخرى . مما جعل البعض يشك في الأمر وتتسرب إلى نفوس الناس أكذوبة الفيروس، ويجعلنا أمام سؤال الحقيقة والكذب والصناعة البيولوجية، أو التأييد والحياد مرة أخرى في انتشار الفيروس بسرعة فائقة، تجاوزت الضوء في بعض الدول المنكوبة التي تجاوزت نسبة المصابين بها المليون والنصف المليون، شفي منها نسبة 70 في المائة وتوفي منها أقل من ذلك، وما تبقى منها مصابا ساهم في تفاقم الوضع وانتشار الفيروس إذ لم يتلق العناية الكافية . بهذا يكون العالم أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما هذا الفيروس حقيقة وليس كذباً أو كذبا وليس حقيقة. أو صناعة بيولوجية أو هناك حكاية مخفية من طرف ( ما ) لن تظهر إلى العالم إلا بعد سنوات من هذه الجائحة التي أغلقت الموانئ والملاعب والمعامل والطرق والحدود ... وجعلت العالم بين خيارين اثنين مرة أخرى إما الحياة أو الوفاة، وهذا ما لا نتمناه للبشرية طبعا، رغم معاناة كوكب الأرض من ارتفاع درجة الحرارة في السنوات الأخيرة، وتلوث الهواء والبحار والأنهار ، وكذلك كثرة الحروب هنا وهناك معلنة أو غير معلنة باردة ، مما يجعل العالم مرة أخرى أمام تحدي كبير للبقاء على هذا الكوكب الذي يتحمل حماقة الإنسان منذ آلاف السنين . لقد كشف هذا الفيروس الصغير بالملموس مجموعة من المشاكل والتحديات التي يتخبط فيها العالم ، وتواجه البشرية مستقبلا ؛ وخاصة دول ما تسمى بالعالم الثالث : في أفريقيا وأسيا وجنوب القارة الأمريكية على مستوى التعليم والصحة والصناعة والتجارة إضافة إلى أزمة المثقف والسياسي الغائبا عن المشهد كليا أو جزئيا في ابدإ رأيهما في ما يجري في العالم .. إلخ، وقد أشرنا إلى هذا مراراً في مقالتنا السابقة، كما سبقنا إلى ذلك مجموعة من المفكرين الأجلاء على رأسهم مفكر المستقبليات المغربي المهدي المنجرة الذي تنبأ بشكل أو بآخر في كتابته إلى أزمات وتحديات دول العالم الثالث بعد الاستقلال الصوري و أمام الهيمنة الرأسمالية المتوحشة ، إضافة إلى الكتَّاب والإعلاميين الغيورين ، إلا أن هذا ليس موضوعنا الذي يتمحور حول فيروس كورونا بين الحقيقة والكذب . إن أكبر ما يثير الانتباه والسؤال في قضية فيروس كورونا المستجد بين الحقيقة والكذب والصناعة البيولوجية هي : الضجة الإعلامية التي حظية بها في وسائل التواصل المرئية والمسموعة بجميع أنواعها وتخصصاتها، وفي وسائل التواصل الاجتماعي أيضا بشكل أو بآخر، إضافة إلى الحملات التحسيسية التوعوية والإشهارات التعليمية التنبيهية بعبرات مختلفة هنا وهناك من قبيل : خليك في البيت، إلى عزاز عليك أهلك خليك في دارك، متحدون حتى القضاء على المرض، نبقاو في الدار، خليك على بال، نبقاو على بال ، خليك في دارك تحمي راسك وتحمي بلادك ... إلخ . إضافة إلى جبارية وضع الكمامة والقوانين الجزرية التي سنتها بعض الدول والتي قد تتراوح بين الغرمات والسجن . هذه الضجة الإعلامية التي حظية بها فيروس الكورونا – كوفيد 19 لم يسبق لأي مرض أو فيروس في العالم أن حظية بها رغم حدته وصعوبته الفتاكة والقاتلة ، هذا ما يجعلنا مرة أخرى أمام سؤال السابق : هل فيروس كورونا حقيقة أو كذبا؟ وهل هو صناعة بيولوجية ؟ وهل هو الأكبر قتلا وفتكا في العالم؟ وهل يستحق حقا هذه الضجة الإعلامية التي حظية بها؟ نفترضوا أن هذه الفيروس حقيقة عالمية . كيف يمكن لنا التخلص منه والقضاء عليه مؤقتا أو كليا ؟ وهل الحجر الصحي الذي اتبعته ونهجته معظم الدوال في العالم كافيا للقضاء عليه؟ وهل المقاربة الأمنية القمعية التخوفية المخزنية التي نهجتها الدول التي لا تتوفر على مصحات ومستشفيات قادرة هي أيضا على مواجهة الفيروس والقضاء عليه؟ وإذا افترضنا مرة أخرى أن فيروس كورونا كذبا . ماذا استفد العالم ( الدول القوية الرأسمالية ) من هذه الكذبة ؟ وما الغرض الذي سيؤديه الفيروس؟ وهل قضية فيروس كورونا حرب خفية بين أكبر قوة اقتصادية وتجارية في العالم ( الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية) ؟ وإن كان أكبر مستفيد في حرب الكورونا هو كوكب الأرض الذي عادت له الحياة الطبيعية مرة أخرى بعد سنوات عجاف؛ بانخفاظ الغازات السامة المنبعثة من المعامل والسيارات والنفايات الملوثة، وتقلص حجم ثقب أزون مع تراجع في الإنحباس الحراري . هذا ما يجعلنا مرة أخرى أمام دوامة من الأسئلة المتكررة بخصوص فيروس كورنا مقارنة ببعض الأمراض المنتشرة بالعالم منذ فترة طويلة من قبيل : الكوليرا و الطاعون والحصبة و الإنفلونزا بجميع أنواعها وتسمياتها ومرض الجدري وداء فقدان المناعة المكتسب، والسراس إضافة إلى أمراض القلب الشريان والتهاب الكبد، وداء السل والملاريا وأمراض الجهاز الهضمي، وداء السكري والتهاب الكلي وسلطان المعدة والقلون .. نهيك عن مجموعة من الأمراض القاتلة للإنسان لا يتسع المقال لعرضها أو إحصائها هنا. والتي تتجاوزالعشرات في الأوينة الأخيرة. بهذا نلاحظ أن هذا الفيروس يحتل مراتب متأخرة بين الأمراض الأكثر فتكا وقتلا على كوكب الأرض، لكن تتجلى خطورته حسب منظمة الصحة العالمية في سرعة انتشاره وتنقله وعدوته السريعة بين الناس، مع عدم إجاد لقاح للفروس لحد الآن . من خلال كل هذا، ولا يمكن لنا أن نجزم بحقيقة أو كذب أو صناعة الفيروس الذي توغل في العالم، وأصاب الملايين من سكان الأرض وجعل الآخرين في تخوف وتأهب وشرد الملايين من العمال والموظفين ، وأوقف المصانع والموانئ وكل المواصلات برا وبحرا وجوا . هذا الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة ذكرنا بقصة الفيل والنملة في حديقة الحيوان ؛ رغم حجم الفيل الضخم تغلبت عليه النملة بالحيلة والحكمة وجعلته أضحوكة دواء لحدود اللحظة .