تبرز في هذه الظروف الصحية التي يمرّ بها العالم، مدى أهمية الفن التشكيلي في استغلال الوقت خلال حملة "خليك في دارك"، نظراً لإنتشار وباء كورونا ومايسببه من أضرار للمجتمع. لذلك فإن الفن التشكيلي عنصر مهم في حياة الانسان فيستثمره في قتل وقت الفراغ ويطور مهاراته الفنية ويمارس هواياته التشكيلية دون أن يغادر منزله، ويكفي فقط أن ترغب بتفريغ طاقاتك في ممارسة الفن الجميل والإبداع فيه. الفنان التشكيلي المغربي هشام لواح، حاول من خلال إبداعه الفني رؤية موضوع فيروس كورونا المستجد من زاوية أخرى، لمحاولة التخفيف من وطأة الأمر، وتقليل الذعر المنتشر بين الناس، وحاول تحدي رعب الفيروس بالفن الجميل، والابتكار والأفكار المتميزة والمبهجة فى آن واحد. فنان رأى فكرة فيروس كورونا من زاوية أخرى إذ تخيل ماذا كان سيكون شكل اللوحات الفنية الشهيرة عبر تاريخ الفن، إذ ما تم رسمها خلال فترة انتشار فيروس كورونا، وبدأ الفنان لواح، في إعادة تخيل اللوحات، حيث نشر لوحة تعبر عن الداء، ليواكب الاتجاه العالمي باستمرار للوقاية من الفيروس القاتل. استحوذ المشهد الحالي على الأعمال الفنية للفنان هشام لواح، وألهم انتشار الفيروس أعماله الفنية في هذه الفترة الحرجة، حيث فتح هشام خلال فترة العزلة المنزلية الصحية، فرشاته على الحالات الإنسانية في زمن الكورونا، ليشكل من خلالها علاقة تواصل بينه وبين المتلقي في أحيان كثيرة. إلى مرسم هشام لواح، الذي ضمّ أعمالا فنية عبرت عن الأوضاع الاجتماعية أثناء فترة العزلة المكانية وانعكاسها على وجوه عديدة تتكشف أمام عوالم خاصة نتج من خلالها توثيق المرحلة الحالية لأوضاع العالم المتزامنة مع انتشار "كورونا". حضور وجه بشري في لوحة الفنان، ولكن هذه المرة حضر الوجه وهو يخفي ابتسامته وملامحه التعبيرية ليحكي لنا مشهدا غابت خلفه ملامحه لتحارب المرض، فالفنان عبر عن حالة الخوف التي تركها انتشار "كورونا"، وهو ما تصوره في لوحته الرائعة والمعبرة تحاول من زاويتك كمتلقي قراءة ما تُخفيه الأيام المقبلة من أحداث. واستعمل الفنان لواح، تشكيلة من الألوان الجميلة والزاهية التي تدل على التفاؤل والخير والقلق والإضطراب في الوجه المستنبط رغم الداء للتعبير عن حالة القلق والاضطراب التي تعيشها شعوب العالم حالياً، فهو يهدف إلى خلق نوع من التوافق التشكيلي، اعتمد على الألوان التي تريح النظر، وتوازن الأجزاء التي تتألف منها الصورة وتعطيها تناسقها، كما تسهم في خلق المتعة الجمالية رغم الوباء. الفنان هشام لواح، اعتكف في بيته وفي زمن الكورونا، ليرسم الواقع الذي نعيشه الآن، أعطى لنفسه مسافة داخل لوحته، وشكل لنا مسافة داخل لوحته، لكنها مسافة الوعي، وهذا الوعي لايتشكل بالخوف والفزع، وإنما بالصبر من خلال الارتقاء به عن طريق إنتاجية ذاتية والتحلي بالصبر. يقول الفنان التشكيلي هشام لواح، لوحتي الجديدة تستثير الإنفعال لدى المتلقي، وتدفع به إلى الإندماج مع عوالم هذا الوباء الذي سنخرج منه سالمين إن شاء الله، وهو ما يضفي نوعا من الفرح بعد العسر، كما يعطي نوعا من الثقة والحب بين الفنان وبين المشاهد.