بعد المشاريع التنموية المهمة التي دشنها الملك محمد السادس الأسبوع الماضي بمدينة العيون، أشرف اليوم من مدينة الداخلة على تدشين مشاريع أخرى تهدف إلى تنمية جهتي الداخلة وادي الذهب وكلميم واد نون، ووقع اتفاقياتها مع المسؤولين الجهويين 14 وزيرا ووزيرة. وتبلغ قيمة المشاريع التنموية التي أطلقها الملك اليوم من مدينة الداخلة ضمن مشروع استراتيجية النهوض بالأقاليم الجنوبية، 29,86 مليار درهم، منها 17,75 لتنمية إقليم الداخلية وادي الذهب، و11,93 لجهة كلميم واد نون. بارجة بحرية لتحلية المياه تروي 1500 شخص أشرف الملك محمد السادس على تدشين بارجة لتحلية مياه البحر أطلق عليها اسم بارجة "وادي ماسة"، وستمكن من إنتاج الماء الصالح للشرب لفائدة المناطق المعرضة لنقص المياه والتي لا تتوفر على البنيات التحتية المينائية، وهي مبادرة مهمة تندرج في إطار مهام إنقاذ ومساعدة الساكنة المنكوبة. وستتيح هذه البارجة المقتناة من قبل البحرية الملكية لدى أوراش بناء السفن بهولندا، "دامن شيلد نافال شيببيلدينغ"، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1500 متر مكعب في اليوم، تزويد 75 ألف شخص بالماء الصالح للشرب، بمعدل 20 لتر في اليوم للفرد الواحد. وتعتبر بارجة "وادي ماسة" بارجة للنقل، من الصنف الثقيل لا تتوفر على محرك للدفع وهي تتميز بتصميمها الحديث وتعمل على تحريكها سفينة القطر التي تحمل اسم "المنقذ"، أما الماء الشروب الذي سيتم إنتاجه، فسيتم نقله إلى أقرب شبكة للتوزيع وذلك على متن بارجة النقل المسماة "سيدي إيفني". وتتوفر بارجة "وادي ماسة" على تجهيزات من الجيل الجديد، لاسيما آليتين للأسموزية، ومولدين كهربائيين، ووسائل للقطر والإرساء. سبعة برامج مهيكلة بالداخلة.. فلاحة وصيد بحري وسياحة ستستفيد جهة الداخلة وادي الذهب من استثمارات بقيمة 17,75 مليار درهم، منها 6,6 مليار درهم ممنوحة من طرف الدولة، في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية الأقاليم الجنوبية. وأفاد رئيس الجهة ينجا خطاط في كلمة له أمام الملك، أن هذا النموذج يروم تمويل إنجاز سبعة برامج مهيكلة، تتعلق بتثمين منتوجات الصيد البحري ( 1,2 مليار درهم)، وتطوير تربية الأحياء المائية (2,8 مليار درهم)، وبناء محطة لتحلية مياه البحر لأغراض فلاحية بقدرة 100 ألف متر مكعب/ يوم (1,3 مليار درهم)، وإحداث قطب إيكو- سياحي (581 مليون درهم)، وحماية المنظومات الإيكولوجية (116 مليون درهم)، وذلك من خلال إنعاش الغطاء الغابوي المحلي، ومحاربة التصحر، وإحداث أحزمة خضراء والحفاظ على التنوع البيولوجي. وتابع أن هذه البرامج المهيكلة تهم أيضا، إنجاز ميناء "الداخلة الأطلسي" (6 ملايير درهم)، وربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء (1,7 مليار درهم)، فضلا عن إحداث متحف مخصص لتثمين موروث الأقاليم الجنوبية (100 مليون درهم). كما يروم النموذج التنموي الجديد لجهة الداخلة - وادي الذهب، إنجاز برامج أفقية للقرب تقوم على أربعة محاور رئيسية هي تعزيز البنيات التحتية (الكهرباء، الماء الصالح للشرب، التطهير)، إنعاش الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتأهيل العنصر البشري، والارتقاء بالثقافة. سوق للسمك على مساحة 3070 مترا مربعا أشرف الملك اليوم الإثنين بميناء الداخلة، على تدشين سوق جديد للسمك، رصدت له استثمارات بقيمة 26 مليون درهم، ويندرج إنجازه في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية "أليوتيس" في مجال تنظيم قطاع الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب، لمصاحبة التنمية السوسيو- اقتصادية لمدينة الداخلة. ويشتمل هذا السوق، المشيد على قطعة أرضية مساحتها 3070 مترا مربعا، على فضاء مبرد للعرض والبيع، ومنطقة مبردة للاستقبال مخصصة لتحديد ووزن المنتوجات، ومنطقة مبردة للفرز والشحن، وغرفة مبردة، وفضاء لانتقاء السمك الموجه للتصنيع، ومكتب بيطري، ومرافق إدارية وتقنية، إلى جانب مواقف لركن السيارات. وتروم هذه البنية الجديدة لتسويق المنتوجات البحرية، تحسين الجودة، وتثمين المنتوج، وضمان مرونة وشفافية المعاملات التجارية، فضلا عن تطوير الأنشطة المرتبطة بالصيد البحري في الجهة. كما يهدف هذا المشروع تحسين استهلاك المنتوجات البحرية على المستوى الوطني، عبر تمكين المواطن من الاستفادة من الثروات السمكية للبلاد في أحسن الظروف، إن من حيث الثمن والجودة والوفرة أو من حيث السلامة الصحية. ويندرج السوق الجديد للسمك بالداخلة في إطار الشبكة الوطنية لأسواق السمك من الجيل الجديد، وذلك على غرار الأسواق التي تم إحداثها بكل من الناظور، والعرائش، والمحمدية، والجديدة، وآسفي، وأكادير، وطانطان، والعيون، وطرفاية، وبوجدور. 11,93 مليار درهم لتنمية جهة كلميم واد نون بالمناسبة ذاتها، وقع 14 وزيرا اتفاقيات متعددة مع مسؤولين جهويين ومحليين بالإقليم، تهم مشاريع بقيمة 11,93 مليار درهم، منها 5,5 مليارا ممنوح من طرف الدولة. وتتمحور هذه المشاريع حول ثمانية أهداف رئيسية تتلخص في النهوض بالفلاحة التضامنية (810 مليون درهم)، وتنمية السياحة الإيكولوجية من خلال تثمين الرصيد الطبيعي والثقافي والإيكولوجي للجهة (971 مليون درهم)، وإحداث مناصب الشغل ودعم المبادرة الخاصة (161 مليون درهم). ويتعلق الأمر أيضا، بتنمية قطاعات التربية (412 مليون درهم)، والصحة (531 مليون درهم)، وتعزيز البنيات التحتية الطرقية (3,9 مليار درهم)، والتزويد بالماء الشروب والتطهير (1,178 مليار درهم)، وإحداث بنيات هيدروليكية باستثمارات قيمتها 1,017 مليار درهم، منها 800 مليون درهم مخصصة لإنشاء سد على وادي نون بالجماعة القروية فاسك. كما يشمل النموذج تطوير قطاعي الصناعة التقليدية ولااقتصاد الاجتماعي والتضامني (71 مليون درهم)، وتثمين الرأسمال اللامادي للجهة (132 مليون درهم)، وحماية المنظومات الإيكولوجية.