عدد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عبد الجبار الراشدي، ما اعتبرها أسباب وعوامل ساهمت في "ترهل" و"إجهاد" المشهد السياسي بالمغرب. وقال الراشدي، خلال حديثه لندوة نظمتها شبيبة العدالة والتنمية، السبت، إن من أبرز أسباب "ترهل" المشهد السياسي بالمغرب، أن التحافات بعد الانتخابات، في غالب الأحيان، لا تعكس اختيارات الناخبين. واسترسل المتحدث أن تشكيل المؤسسات أيضا لا يعكس اختيارات الناخبين، واصفا هذا الأمر بأنه "التفاف على الديمقراطية"، مشيرا أيضا إلى وجود "تحالفات هجينة". ومن من بين عوامل الترهل في المشهد السياسي، يضيف الراشدي، تراجع الثقة في المؤسسات و"هو ما يضف المؤسسات ويضع تحديات كبيرة". واسترسل المتحدث في سرد أسباب تراجع أسهم السياسية، مشيرا غياب مبدأ فصل السلط في نمودجنا السياسي، واختلال التوازن بين السلط، استمرار منطق التقليدانية. "هناك أسباب أخرى مرتبطة بسلوكيات الفاعل السياسي، وأساسا الأحزاب ومدى تملكها لقرارها السياسي، بالإضافة إلى عدم قدرتها على الوفاء بوعودها"، يقول الراشدي. ومن هذه الأسباب أيضا "الفساد، وضعف الديمقراطية الداخلية للأحزاب، وعجزها عن القيام بدورها في الوساطة، وتراجع دور المثقف الملتزم، واستمرار منطق شيطنة وتبخيس الأحزاب السياسية، وغياب وضوح في الرؤية". وأشار القيادي في حزب الاستقلال إلى استمرار اشتغال جبهة العداء للديمقراطية، مشيرا في هذا الصد إلى الدعوات إلى حكومة تكنوقراط، "ونحن ضد هذا النكوص في حزب الاستقلال". ودعا الراشدي إلى اتخاذ إصلاحات سياسية، "لأننا مقبلون على نموذج تنموي جديد وإصلاحات عميقة في بنية الدولة على مستوى الجهوية". واعتبر أن المدخل هو إجراء إصلاحات سياسية، وإعادة إحياء أدوار الدولة الاجتماعية وتقوية السيادة الوطنية وتوفير الأمن الغذائي الطاقي المائي. وحث على ضرور تعاقد سياسي جديد، لأنه "لا يمكن تحقيق نموذج تنموي بدون تعاقد سياسي جديد؛ في أي أفق نريد أن نذهب، يجب أن نحدد الأدوار ونمكن الأحزاب من القيام بأدوارها، ووضع حد لهذا الجدال بين السياسي والتكنقراطي".